قريبا سيكون بالإمكان أن «نستمتع» برؤية مغتصبي الأطفال وهم يذهبون إلى السجن لثلاثين سنة كاملة، وفوق ذلك سيؤدون غرامة تقارب الخمسين مليون سنتيم. لكن الحقيقة أن هؤلاء المجرمين لا يستحقون أيا من ذلك، إن مكانهم الطبيعي هو غرفة الانتظار التي تسبق دخولهم غرفة معتمة بها حبل غليظ يتدلّى، فالإعدام هو العقاب المستحق والطبيعي لهذه الوحوش البشرية. قضايا اغتصاب الأطفال في المغرب وصلت درجة مخيفة؛ والذي شجع على ذلك أكثر هو تلك الأحكام المخجلة التي صدرت في حق كثيرين منهم، حيث لا تتجاوز أحيانا ستة أشهر. ولو أنه تم إعدام مغتصب واحد لكان ذلك إنجازا كبيرا، لأن القانون لا ينتقم، بل يجب أن يردع الآخرين؛ لكن الذي حدث طوال السنوات الماضية، للأسف، هو أن القانون كان يشجع هؤلاء عوض ردعهم. إذا تغير قانون معاقبة مغتصبي الأطفال، فيجب أن نتوقف أيضا عن ممارسة دور النعامة، ونفتح أعيننا جيدا على أولئك الأجانب الذين يأتون من أي مكان من أجل الحصول على أطفال مغاربة متخلى عنهم. في كثير من الأحيان، يأتي أشخاص مدمنون أو أصحاب سوابق أو منحرفون جنسيا ويحصلون بسهولة على حق تبني أطفال مغاربة.. أيُّ بلاد هذه التي تمنح فلذات أكبادها لأجانب لكي يفعلوا بهم ما يشاؤون! في المغرب شريحة أخرى من المجرمين يستحقون عقوبة الإعدام. ولو كان بالإمكان إعدامهم أكثر من مرة فسيكون ذلك رائعا. إنهم الذين يعدمون مئات الآلاف المغاربة كل يوم، ويعدمون أسرا بكاملها بسبب كارثة المخدرات الصلبة التي زرعوها في كل مكان، والتي بسببها تحول مئات الآلاف من شباب هذه البلاد إلى مجرد أشباح.. أشباح حقيقية وليس من قبيل المجاز. لكن المشكلة هي أننا نتصرف اليوم وكأن تجار المخدرات القوية مجرد أشباح لا يراها أحد، لذلك يستمرون في زرع الموت في كل مكان دون أن يطالهم العقاب. والمثير هو أن كثيرين منهم وصلوا إلى مناصب كبيرة وتقلدوا مسؤوليات وصاروا يحملون ألقاب التبجيل والاحترام.. إنهم يزرعون الموت في كل مكان، ويشترون كل شيء في أي مكان. اليوم، وبسبب الكوكايين والهيروين وما يشبههما، توجد عشرات الآلاف من الأسر المنكوبة، ومئات الآلاف من المدمنين الذين انتهت حياتهم إلى الأبد، وملايين الناس المهددين الذين يمكن أن يسقطوا في هذه الهوة السحيقة. ماذا ننتظر، إذن، من أجل تشريع قانون لإعدام تجار المخدرات الجهنمية؟ إنهم مجرد وحوش لن يشفق عليهم أحد، باستثناء تلك الجمعيات الغريبة التي تخرج، بين الفينة والأخرى، إلى الشارع للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام. في هذه البلاد وحوش أخرى يجب أن نطبق عليها ما تطبقه هي على غيرها.. نقصد اللصوص الكبار ومهربي الأموال والفاسدين وناهبي المال العام ومكدسي الثروات. هؤلاء الفاسدون قضوا على أحلام الملايين من الناس وحولوا حياة الكثيرين إلى كابوس، وبسببهم ينتشر الفقر وتستفحل الأمية وتتفشى الدعارة وتسوء أحوال المستشفيات وتبدو مدننا وقرانا وكأن زلزالا يضربها كل يوم. لو أننا أعدمنا مغتصب أطفال واحدا ونشرنا صوره في الصحف ووسائل الإعلام، فتصوروا الربح الذي سنجنيه، بحيث سيكون ذلك الإعدام رسالة مرعبة للكثير من أشباهه، وسننقذ الكثير من الأطفال من براثن هذه الوحوش. وتصوروا لو أننا أعدمنا تاجر مخدرات صلبة وظهرت صوره في الصحف والتلفزيون، أكيد أنه سيكون عبرة للكثير من المجرمين الذين يدمرون عددا كبيرا من الشباب والأسر كل يوم. ولو أننا أعدمنا فاسدا واحدا وقدمنا رأسه على طبق من ذهب لأشباهه من لصوص الشعب وناهبي الثروات، فأكيد أننا سننقذ شعبا كاملا. مغتصبو الأطفال وتجار المخدرات الصلبة واللصوص الكبار «ما عندْهُم لا دين لا ملّة»، إنهم عبدة الشيطان الحقيقيون، ولو طبقنا عقوبة الإعدام في حقهم فإن أشياء كثيرة، كثيرة جدا، ستتغير في هذه البلاد. الإعدام ليس لعبة، إنه قانون الحياة الذي يعيد الأشياء إلى نصابها.