احتج عدد من العلماء في السعودية على تعيين نساء في مجلس الشورى، واصفين هذا التحول في مجال إشراك المرأة في الحياة السياسية ب«التغيرات الخطيرة» في المجتمع. وتظاهر نحو أربعين عالما ورجل دين سعوديين أمام الديوان الملكي، الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على «التغييرات الخطيرة» في مجلس الشورى بعد خطوة الملك عبد الله بن عبد العزيز تعيين نساء في مجلس الشورى، ذي الاختصاصات الاستشارية. وقال أحد المتظاهرين في شريط تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن «»باب النصيحة مفتوح والتغييرات الخطيرة التي تجري والتعيينات في مجلس الشورى لا تمثل الجميع». أكثر من ذلك، اعتبر المتحدث نفسه أن التعيينات الأخيرة «لا تمثل في الواقع الصالحين وأهل الخير. أنتم تمثلون هذا البلد وصوت المواطن. يقف وراء كل واحد منكم الآلاف من وجهاء المجتمع». وكشف المحتجون عن طلبهم إجراء لقاء مع مسؤولين بالديوان الملكي السعودي، وفي مقدمتهم رئيسه خالد التويجري، لإبلاغهم موقفهم من التعيينات الأخيرة. لكن لم تتم الاستجابة لطلبهم. وتأتي هذه الاحتجاجات عقب قرار العاهل السعودي، الجمعة الماضي، تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى، وهو القرار الذي حظي بموافقة هيئة كبار العلماء بالسعودية، والتي يرأسها عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للسعودية. ولم تقف انتقادات المحتجين عند معارضة ولوج المرأة للمؤسسة التشريعية، بل امتدت أيضا لتشمل إجراء الانتخابات وتنظيمها، حيث اعتبر أحدهم «نظام الانتخابات محرما ودخيلا على المسلمين». وفي هذا السياق، قال العالم السعودي المثير للجدل عبد الرحمن بن ناصر البراك إن «اعتماد نظام الانتخاب لاختيار المرشح للرئاسة أو عضوية مجلس من المجالس القيادية أمر محرم ودخيل على المسلمين من قبل الكفار». وشدد البراك، في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على أن «الانتخاب نظام فاسد لم يبن عند الذين يأخذون به من المسلمين على نظر شرعي ولا عقلي، بل هو دخيل عليهم من أعداء الإسلام بسبب احتلالهم أرضهم والإعجاب بطرائقهم»، بعد التأكيد على أن «اختيار الإمام هو من شأن أهل الحل والعقد وأهل الشوكة، لا عامة الناس» على حد قوله. وكان العاهل السعودي تعهد في شتنبر الماضي بتمكين المرأة من الولوج إلى المؤسسة التشريعية عبر بوابة مجلس الشورى. وقالت السلطات السعودية غداة الإعلان عن القرار إن النساء اللائي سيلجن «الشورى» لن يختلطن بأعضائه من الرجال، إذ سيخصص لهن باب، ويكون جلوسهن في قاعة خاصة، إضافة إلى مسجد خاص بهن.