يستقر الجنين في الوضع المقعدي في حوالي 4-3% من حالات الحمل المكتمل، ويجب أن نعرف أن وضع الجنين لا علاقة له بتاتا بالأم نفسها أو بكيفية حركتها أو نومها أو تقلبها في السرير، كما يعتقد الكثير من الناس، ويكون السبب في هذا الوضع أمور تتعلق بالجنين وبتفاصيل الرحم، حيث إنه من الطبيعي أن يغير الجنين وضعه كثيرا طوال فترة الأشهر السبعة الأولى، ليبدأ بعدها بالاستقرار مع بداية الشهر الثامن (وقد يغير وضعه بعد هذه الفترة في بعض الحالات) وعليه فإن الطبيب لا يعير وضع الجنين اهتماما كبيرا في الأشهر السبعة الأولى ويتركه ليأخذ ما أراد له من الأوضاع، حتى يصل إلى أسبوعه الثاني والثلاثين، أي عند بداية الشهر الثامن، ومن هذه المرحلة وحتى نهاية الولادة، يكون لوضع الجنين داخل الرحم، أهمية كبيرة تجعل الطبيب يتفحص الوضع بدقة ويراقبه في كل زيارة. أسباب اتخاذ الجنين وضعية المقعدprésentation de siège «» هناك أسباب عديدة منها ما هو مرتبط بالرحم وآخر بالجنين وثالث بحوض الأم. - الأسباب المرتبطة بالرحم : - ضيق الرحم50٪ من وضعيات المقعد تكون عند البكريات les primipares» - اتساع الرحم ( من كثرة الولادات) « les multipares» - تشوه في الرحم - وجود تورمات في الرحم «fibromes utérins « أسباب مرتبطة بالجنين: - الحبل السري عندما يكون طويلا وحتى عند قصره. - السائل عندما يكون كثيرا أو قليلا جدا. أسباب متعلقة بحوض الأم -أورام في الحوض «kystes» - حوض ضيق كيف يجب التعامل مع هذا النوع من الحالات : سنحاول مناقشة الحالة البسيطة والتي تكون من دون سبب وهي في أغلب الأحيان يكون اكتشافها عفويا خلال الكشف بالأمواج فوق الصوتية «échographie» ولهذا أركز على ضرورة القيام بالفحص بالأمواج فوق الصوتية عند نهاية الشهر السابع للتأكد من أن كل شيء على ما يرام ومن بين الأمور التي يتأكد منها الطبيب، وضعية الجنين ما إذا كان في وضعية المقعد فيتوجب إعادة الفحص بين 36 و37 أسبوعا من الحمل وكان الجنين لا زال في نفس الوضعية فيجب القيام بالمناورة الخارجيةًversion par manœuvres externesًًً» كمحاولة لقلب الجنين وإذا لم تنجح، فيجب القيام بفحص بالسكانير لقياس حوض الأم وتحديد الطريقة التي ستلد بها المرأة الحامل طفلها. الفرق بين ولادة الطفل ورأسه إلى الأمام والمقعد - في حالة نزول الجنين برأسه من خلال الحوض متوسط السعة تكون الأمور أفضل والخطورة أقل والمجازفة محسوبة العواقب، إذ يتاح للرأس وقت كاف أثناء الولادة (عشر ساعات في المتوسط مثلا) لينثني ويدور وينضغط بدرجة ما ويتشكل ليتمكن من محاورة الممر العظمي للحوض وربما تجاوزه، وعلى مدار هذا الوقت يبقى الطبيب في حالة ترقب ومتابعة لتطور سير الأمور وتقييم مدى النجاح في تقدم وإمكانية الولادة، وهو يعتمد على ثلاثة عوامل، قد تجعل من الولادة أمرا يسيرا، وهي عوامل لا يتمكن الطبيب من معرفتها وتقييم دورها إلا أثناء الولادة الفعلية. وهذه العوامل هي: 1- قوة الطلق ودفع الرحم الجنين. 2- قابلية رأس الجنين للانضغاط والتشكل لمحاورة ومجاراة الحوض. 3 -ما يسمح به الحوض من تمدد في مفاصله تزيد من سعته نوعا ما. وعليه فإن الطبيب يأمل في أن تعمل هذه العوامل المجهولة لمصلحة الحامل وربما ساعدها هو بسحب الجنين بجهاز الشفط وبذلك ينجح في إتمام الولادة بسلام عن طريق المهبل. وإذا ما تبين للطبيب بعد فترة معينة، قد تطول أو تقصر، عدم إمكانية مرور الرأس من الحوض أو إذا وجد أن صحة الأم أو الجنين لن تتحمل أكثر مما تحملت، أو إذا ما حاول فعلا سحب الجنين وفشل في ذلك، بعد كل هذا، يبقى للطبيب حل وحيد، وهو إجراء عملية قيصرية لحماية الجنين وأمه. هذا ما يحدث في المجيء الطبيعي نازلا برأسه، ولكن عندما يكون المجيء وهو جالس وإذا ما كان هناك شيء من عدم التجانس بين حجم الرأس وسعة الحوض.. هنا يكون التخوف من المأزق عندما تتم ولادة الجزء الأسهل من الجسم في البداية ويبقى الجزء الأصعب وهو الرأس في النهاية، ليكتشف في هذا الوقت المتأخر عدم إمكانية مرور الرأس بسبب ضيق الحوض. في مثل هذا الموقف تتأزم الأمور وقد تكون ليست في صالح الجنين للأسباب التالية: 1 - عندما تتم ولادة الجسم يتحتم على الرأس، بعد ذلك، المرور والنفاذ من خلال الحوض خلال مدة زمنية قصيرة (عشر دقائق مثلا) وإلا اختنق الطفل وهلك، وهذه فترة قصيرة جدا لا تتيح للرأس فرصة كافية للخروج من الممر العظمي الضيق، خصوصا في حالة وجود عامل آخر يزيد من صعوبة الوضع، وهو أن يدخل الرأس الحوض بالجزء الأسفل منه (قاع الجمجمة) وهو جزء كثير الصلابة يفتقر إلى القدرة على الانضغاط والتشكل كما هي الحال في قمة الرأس. 2 - عندما يكتشف الطبيب صعوبة إمكانية مرور الرأس من بعد ولادة الجسم، فإن اكتشافه هذا يأتي متأخرا جدا لإنقاذ الطفل، الذي لن يتمكن من البقاء حيا لمدة طويلة كما ذكرنا، في حين أن الطبيب يكون قد فقد خط رجعته، إذ يستحيل توليد الجنين بالعملية القيصرية بعد أن أصبح الجسم كله خارج المهبل وبقي الرأس منحشرا داخل الحوض. إجراءات تقلل المخاطر - الحل هو طبعا تجنب حدوث مثل هذه الولادة عن طريق: 1 - إجراء العملية القيصرية وهذا إجراء مقبول لدرجة ما بالنسبة للمجتمعات الغربية. 2 - تدوير للطفل المكتمل من الوضع المقعدي إلى الوضع الرأسي.. وتتم هذه العملية بمنتهى البساطة من دون أي أذى للطفل أو الأم، وبذلك فإن هذا الإجراء مهم لتفادي العملية القيصرية، التي قد تتكرر بعد ذلك في كل ولادة. وعليه فإنه يجب على الطبيب محاولة تدوير الجنين، خصوصا عند الولادة للمرة الأولى، إذا ما وجده في وضعه المقعدي عند بلوغه أسبوعه ال 32، حيث يصعب التدوير بعد ذلك، كلما تقدم الحمل، حيث يكبر الجنين وتقل كمية الماء الموجودة حوله. عبد المنعم لطفي أخصائي أمراض النساء والتوليد