حاصر مجموعة من أنصار مرشح حزب الاستقلال سيارة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، مباشرة بعد نهاية المهرجان الخطابيّ الذي نظمه الحزب بمناسبة الانتخابات الجزئية في دائرة إنزكان -آيت ملول، حيث شرع بعض أنصار محمد أمولود في رشق سيارة رئيس الحكومة بالأوراق الانتخابية التي تحمل رمز حزب الاستقلال، مما تطور إلى مشادات وتدافعات بين أفراد اللجنة المنظمة، الذين كانوا يؤمّنون خروج سيارة بنكيران وبين الأفراد المحتجّين. وفي السياق ذاته، تجنب بنكيران الرد على الانتقاذات التي سبق أن وجهها له حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال مهرجان سابق، وقال إن حزبه «يحفظ الوفاء لحلفائه حتى إن تكلموا عنه بسوء»، وشدد على أنه لن يرد على ما سبق أن وجّهه له شباط من انتقادات، حتى لا يتحول الجميع إلى مجرد «دْراري» في نظر الشعب، وخلص بنكيران إلى أن حزبه لن ينخرط في بيع الوهم للمغاربة. واستفاض بنكيران، في كلمته بالمناسبة، في الحديث عن حصيلة سنة كاملة من عمر الحكومة التي يرأسها، وقال إن «تجربة حزب العدالة والتنمية تسعى أساسا إلى الخروج من منطق التحكم في الحياة السياسية وجعل الدولة في خدمة الشعب وليس العكس»، كما استعرض الإنجاز المتعلق بصندوق التضامن الاجتماعيّ والإصلاحات التي أجريت على صندوق المقاصة، والتي من المنتظر أن تنطلق خلال سنة 2013، وكذا الزيادة في منح الطلبة، إضافة إلى منع العمل في القطاع الخاص على أساتذة التعليم العموميّ وكذا على أطباء القطاع العام، وقال إن «هذه الإجراءات، على قلتها، تشير إلى عزم الحكومة على المضيّ في مسلسل الإصلاحات، وإن على الشعب أن يفهم ما يريده حزب العدالة والتنمية، الذي يقود هذه الحكومة». وكشف بنكيران أن «الدَّيْن العامّ للمغرب يبلغ 550 مليارا، ما يعني أن كل مواطن يتحمل مليوناً ونصف المليون سنتيم على كاهله، الأمر الذي يقتضي نهج سياسة تقشفية لتجاوز هذه الوضعية، قبل أن يصبح مصير المغرب كمصير اليونان وإسبانيا». واسترسل بنكيران في الحديث عن إنجازات حزبه وقال إنه «لم يأت من خلال دعم من القائد أو الباشا أو مساندة من العامل، بل إن الشعب المغربيَّ هو الذي اختار الحزب من خلال صناديق الاقتراع». ونبه بنكيران إلى أن «حكومته لن تتمكن من الاطّلاع على كافة الملفات وحلها في سنة واحدة»، متسائلا عن بعض الحركات الاحتجاجية التي تظهر من حين إلى آخر، قائلا إنّ «الكل أصبحوا يتجرؤون على رئيس الحكومة وعلى الوزراء»، وأورد أنّ الاتهامات الموجّهة لحكومته «أربكت حسابات الشركات ومسّت بالطبقة المتوسطة، من خلال الإجراءات التي جاء بها قانون المالية 2013»، مشددا على أن الحكومة ساهمت في استقرار الأوضاع، خلافا لما يحدث في بعض الأقطار العربية، وأنها ماضية في خلق التوازنات الماكرو -اقتصادية وخلق التوازن بين الفئات». وقد شهد مهرجان بنكيران حضورا جماهيريا مكثفا فاق بكثير عدد الذين حضروا مهرجان الاستقلال، الأمر الذي اعتبره بنكيران «مؤشرا على الظفر بهذا المقعد الذي قال إن له رمزية خاصة».