استغل مهربو الحشيش بأقاليم الشمال ليلة ويوم عيد الأضحى لتهريب آلاف الأطنان من الحشيش والكيف، انطلاقا من مناطق تاونات وكتامة وحد كورت وزومي مرورا بمدينة وزان في اتجاه مخازن مدينة القنيطرة والرباط والدار البيضاء. وشوهدت العديد من سيارات المرسيدس (240، 207) وسيارات البوجو والباصاط تمر عبر مدينة وزان في ساعات متأخرة من ليلة العيد وفي وقت مبكر من صباح يوم العيد. وعلق أحد المسؤولين بالمدينة على المشهد قائلا: «إنهم يستغلون عطلة العيد وقلة الحواجز الأمنية بين وزانوالقنيطرة لتمرير الحشيش». وقد أفاد بعض مزارعي عشبة الكيف من صغار الفلاحين بمدينة وزان بأن أباطرة الكيف بالشمال اعتادوا على تهريب الحشيش خلال أيام العطل والعيد، وكشف أحد الفلاحين الشباب من منطقة سيدي رضوان التي تبعد عن مدينة وزان ب 20 كلم أن «المهربين قد نقلوا كميات هائلة من الحشيش ليلة العيد»، واستطرد الشاب الجبلي قائلا: «لقد اعتاد المهربون نقل الحشيش والكيف والطابا في الأعياد الدينية لقلة الحواجز الأمنية والمراقبة الطرقية بالمنطقة»، وأضاف: «إنه اليوم المناسب لتهريب كميات كبيرة، وقد تم نقل أطنان من الحشيش والكيف والطابا» في وقت متأخر من ليلة عيد الأضحى. في نفس الصدد، كشفت مصادر أمنية بمنطقة أحد كورت (ضواحي مدينة وزان) أن البحث ما زال جاريا عن مطار سري يالمنطقة يستغله أباطرة تهريب المخدرات بالشمال لنقل «منتجاتهم» باستعمال الطائرات السياحية الصغيرة. وكشفت نفس المصادر أن المصالح الأمنية بمدينتي وزان وشفشاون قد نظمت حملات متوالية للكشف عن المطار السري بمنطقة حد كورت، واستعملت لذلك إحدى المروحيات التابعة للدرك الملكي، الأمر الذي أكده العديد من أبناء مدينة وزان ومنطقة حد كورت الذين شاهدوا منذ أسبوعين مروحية تطوف سماء المنطقة لوقت طويل، فيما أكدت مصادر أخرى أنه لم يتم العثور على أي شيء وأن الأمر يتعلق ببلاغ كاذب. ويعتقد العارفون من أبناء الشمال أنه مازال هناك مطار سري بالمنطقة يستعمل للتهريب «ولا أحد يعرف مكانه ولا يستطيع ولوجه»، على شاكلة المطار السري الذي عثر عليه منذ شهور في نواحي مدينة سوق أربعاء الغرب التي تبعد ساعة زمن عن مدينة وزان. وأكدت مصادر أمنية بمدينة وزان أن «البحث مازال جاريا عن المطار السري في إطار حملة محاربة المخدرات بالمنطقة»، وأضافت «لقد حاصرنا كل مراكز التهريب الأرضية وأغلب الأباطرة وأكبرهم هم اليوم رهن الاعتقال أو في السجن». في نفس الصدد كشفت مصادر أمنية من الدرك أنه في التاسع من نونبر المنصرم أوقف درك مدينة وزان سيارة من نوع «فولزفاكن باصاط» وعلى متنها 30 كيلوغراما من عشبة الكيف، وفي الثالث من دجنبر الجاري أوقف رجال الدرك الملكي سيارة من نوع «مرسيدس 280» وعلى متنها 230 كيلوغراما من سنابل الكيف و9 كيلوغرامات من عشبة «الطابا»، غير أنه لم يتم اعتقال أي من السائقين لأن «الوقت كان ليلا ولأنهم يعرفون جيدا تضاريس المنطقة» حسب نفس المصادر. «لقد أصبحنا نكره الهواتف النقالة» التصريح لأحد رجال الدرك بالمنطقة، والذي أكد ل«المساء» أن أباطرة المخدرات بالشمال يعتمدون عليه وعلى «السيارات التجريبية» لتغيير طرق سيرهم، بحيث يرسلون سيارات عادية تجوب طرقات المنطقة لمعرفة عدد الحواجز الأمنية وأماكنها، في حين كشفت مصادر أخرى أن «أخطر شيء يهدد المنطقة هو أن أباطرة المخدرات بالشمال صاروا يبيعون حشيشهم مقابل السلاح وليس المال» وأضاف «اليوم على سبيل المثال كل أباطرة وأبناء منطقة كتامة الشهير صاروا يملكون مسدسات وبنادق وحتى الرشاشات يحمون بها أنفسم» واستطرد «هذا ما يفسر عدم قدرة رجال الأمن على ولوج هذه المنطقة وليس صعوبة التضاريس وحدها».