أجلت الانتخابات الجزئية بدائرة إنزكان آيت ملول، المقرر تنظيمها يوم الخميس 20 دجنبر الجاري، الشوط الثاني من لقاء المكاشفة بين زعماء الأغلبية الحكومية، وهو اللقاء الذي كان ينتظر أن يكون ساخنا في ظل النقاط الخلافية التي كانت موضوعة على جدول أعماله، وفي مقدمتها التنسيق بين الأغلبية والتعديل الحكومي. واضطر زعماء الأغلبية إلى تأجيل لقائهم، الذي كان مقررا مساء أول أمس الخميس، بعد أن تلقى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اتصالا هاتفيا من حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يخبره فيه باعتذاره عن الحضور، بسبب انشغالاته الحزبية. وحسب قيادي استقلالي، فإن تأجيل اللقاء جاء جراء انتقال شباط إلى مدينة أكادير من أجل قيادة الحملة الانتخابية لمحمد أومولود، مرشح الحزب في الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة إنزكان آيت ملول، وكذا عقد مجموعة من الأنشطة، من بينها تنظيم ندوات ولقاءات من تنظيم أحد المراكز حول الجهوية. ووفق المصدر ذاته، فإن اضطرار شباط إلى التضحية بلقاء حلفائه في الأغلبية الحكومية وانتقاله إلى أكادير، ونزوله بكل ثقله، أملاه التنافس الشرس على مقعد دائرة إنزكان، في ظل وجود منافسة شديدة من قبل حليفه في الأغلبية حزب العدالة والتنمية، الطامح إلى إضافة معقد ثالث إلى المقعدين اللذين يشغلهما حاليا كل من رمضان بوعشرة ونور الدين عبد الرحمان، وتأكيد قوته الانتخابية وعدم تأثر شعبيته رغم توليه تدبير الشأن العام. وكان المجلس الدستوري قد قضى، مؤخرا، بإبطال انتخاب الحسين أضرضور، النائب البرلماني الاتحادي، ورئيس بلدية آيت ملول، وبتنظيم انتخابات جزئية جديدة في هذه الدائرة بخصوص هذا المقعد، بناء على الطعن الذي سبق أن تقدم به كل من رمضان بوعشرة، رئيس بلدية الدشيرة الجهادية عن حزب العدالة والتنمية، والعربي كانسي، رئيس بلدية القليعة، بصفتهما مرشحين شاركا في الاقتراع الذي أجري يوم 25 نونبر 2011، والذي أسفر عن انتخاب كل من رمضان بوعشرة ونور الدين عبد الرحمان عن العدالة والتنمية، والحسين أضرضور عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وفيما كشفت مصادر استقلالية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن شباط مصر على طرح التعديل الحكومي على طاولة المفاوضات مع قادة أحزاب العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، قال قيادي استقلالي ل«المساء» إن زعيم الاستقلاليين وإن كان يصر على التعديل الحكومي فإنه ينتظر ما سيسفر عنه المؤتمر التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المقرر عقده ما بين 14 و16 دجنبر الحالي من انتخاب لقيادة جديدة لطرح مطلبه بصفة رسمية، وهو ما يعيد إلى الأذهان حديث شباط، خلال السباق نحو خلافة عباس الفاسي على رأس الحزب، عن «حكومة إنقاذ وطنية» رفقة الاتحاد الاشتراكي. يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر من العدالة والتنمية أن بنكيران يعد العدة لخروج إعلامي قد يتخذ شكل ندوة صحافية بصفته أمينا عاما للحزب الذي يقود الحكومة الحالية، من أجل الرد على مطلب شباط بإجراء تعديل حكومي السنة القادمة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة لا يخفي حنقه من خرجات القيادة الجديدة لحزب الاستقلال، والتي يعتبرها تسير في اتجاه استهدافه. من جهته، اعتبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في اتصال مع «المساء»، أن الحديث عن التعديل الحكومي أمر «سوريالي»، وقال إن «التعديل الحكومي غير مطروح في اجتماعاتنا، كما أن شباط لم يطرحه، وهو موجود في الإعلام فقط». زعيم التقدميين في حكومة الإسلاميين أوضح أن لقاء الأغلبية الذي تمت برمجته الأسبوع القادم سيعرف مواصلة الاشتغال على انتخابات المجالس الترابية المنتظر إجراؤها في سنة 2013 والإصلاحات.