عادت مآسي مقالع منطقة تاغرامت الجبلية، التابعة لعمالة الفحص أنجرة، لتطفو على السطح من جديد، إذ يتخوف سكان المنطقة، هاته المرة، من مقلع أقيم على أرض للخواص، لا تزال محل نزاع قضائي، والذي تسبب في مقتل العشرات من البهائم وتدمير خلايا نحل، بل إن السكان يتخوفون من تأثيره على سد الحسن بن المهدي القريب منه، إذ تسبب استخدام أرباب المقلع للديناميت في طمر منابع مائية أساسية كانت تزود السد. وحسب شكايات من السكان المتضررين، حصلت «المساء» على نسخ منها، فإن هذا المقلع مقام أصلا على أرض في ملكية الخواص، ويتعلق الأمر بورثة عبد القادر محمد قنجاع، الذين يتوفرون على شواهد ملكيتهم للأرض وشواهد تؤكد أنها غير مملوكة للجماعة السلالية موقعة من طرف نائب الجماعة، غير أن صاحب المقلع حصل، رغم ذلك، على موافقة من طرف وزارة الداخلية سنة 2005 تأذن له باستغلال المقلع، بالرغم من كون الأرض التي أقيم عليها لا تزال محل نزاع قضائي. ويؤكد السكان أن المقلع المسمى «المقلع الأبيض» التابع لشركة «المناجم الجديدة للشمال»، الموجود بمدشر دار الحجار التابع لقيادة تاغرامت، يستخدم الديناميت بشكل مفرط، ما أدى إلى نفوق البهائم وهلاك حوالي 100 خلية نحل، كما أدى إلى قطع الطريق وتضرر المزروعات، الأمر الذي دفع المتضررين إلى الاحتجاج على صاحب المقلع، غير أن مصيرهم كان هو الإحالة على الدرك، وهو الأمر الذي يفسره السكان ب«تواطؤ قائد المنطقة مع صاحب المقلع بهدف تخويف السكان وإجبارهم على الصمت». غير أن أخطر ما أوردته شكايات المتضررين، هو أن المقلع يوجد في منطقة تتوفر على 7 منابع مياه مزودة لسد الحسن بن المهدي، وقد أدى استعمال الديناميت والانجرافات الصخرية الناتجة عنه، إلى طمرها بشكل كبير، خاصة عندما تجر السيول الحجارة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تلوث المياه بسبب الأتربة ومخلفات آليات الحفر وزيوتها المحروقة، وهو الأمر الذي نبه السكان إليه الإدارة الجهوية لوكالة الحوض المائي اللوكوس، عبر عدة رسائل توصلت «المساء» بنسخ منها، والتي طالبت مسؤولي الوكالة بالوقوف على تأثير المقلع على منابع المياه، الأمر الذي لم تستجب إليه الوكالة إلى الآن. وتوضح صور حصلت عليها «المساء» أن المقلع، الذي يستغله أحد الذين يوصفون بأباطرة العقار في طنجة، غير مسيج، كما تنص على ذلك قوانين السلامة الخاصة بالمقالع، إلى جانب تسببه في تلويث المحيط البيئي للمنطقة، التي تعد من أغنى المناطق الفلاحية بالمياه في شمال المغرب، ويتخوف السكان من أن صاحب المقلع صار يخطط لتوسيعه فوق القطعة الأرضية ذاتها التي لم يحسم فيها القضاء، والتي يقول ملاكها إنها أضحت محرمة عليهم بضغط من قائد المنطقة.