وكالات وصل إلى تل أبيب مساء أول أمس الأحد وفد يضم أئمة مساجد ومسؤولي جمع يات إسلامية في زيارة ستثير لغطا وجدالا في المنطقة، بين فريق يرى فيها تعزيزا للتعايش بين الديانات وآخر يرى فيها تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلي. ويضم الوفد، الذي يتزعمه حسن شلغومي إمام مدينة درانسي قرب باريس، كلا من مفتي جالية جزر القمر في فرنسا علي محمد قاسم، ورئيس الجالية المصرية في فرنسا صلاح عطية، والأمين العام لاتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا محمد حنيش. ومن بين أعضاء الوفد أيضا الكاتب الفرنسي اليهودي مراك هالتر الذي يناضل منذ عقود من أجل حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتشمل زيارة الوفد الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سيلتقي بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس فضلا عن أنه سيلتقي مثقفين من الجانبين. كما يتوجه الوفد للقدس المحتلة لزيارة مسجد الأقصى الشريف، إضافة إلى حائط البراق داخل المسجد الأقصى. ولدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، قال حسن شلغومي: «إنه وفد أمل جاء حاملا رسالة سلام». وأضاف أنه يريد أيضا أن يظهر أن «الإسلام لا علاقة له بمحمد مراح (الذي نفذ الهجوم ضد مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية في مارس الماضي) وأن هذه الزيارة ستظهر أن هذا النوع من الأعمال تدعمه أقلية ضئيلة من المسلمين». وكان شلغومي قد زار إسرائيل في الماضي وتعرض لانتقادات كثيرة. وجاء في بيان لجمعية أئمة فرنسا أن زيارة الأئمة الفرنسيين -التي حصلت على دعم وزارة الخارجية الفرنسية- هي مبادرة من شلغومي «الذي يريد الانخراط في المسيرة السلمية والإنسانية التي تقودها جمعية أئمة فرنسا مند عدة سنوات». وكان شلغومي، المعروف بقربه من الجالية اليهودية، قال قبل مغادرة الوفد باريس متوجها إلى تل أبيب: «هدفنا هو أن نقول إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سياسي وليس دينيا. بهذا التحرك، الأول من نوعه، نريد أن نزيل التوتر الذي يشوب العيش المشترك هنا في فرنسا من خلال رفض انتقال النزاع بأي شكل إلى بلدنا». من جانبه، قال الكاتب الفرنسي هالتر: «إنهم تعرضوا للتهديد والنقد بسبب مبادرتهم ولكني أجد من واجبي أن أرافقهم». وتابع: «هذه مبادرة شجاعة جدا لأنهم على استعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل قضية تتجاوزهم. إنهم لا يريدون أن تقترن صورة الإسلام بالعنف، وهذه البادرة ستثير إعجاب الجميع في الشرق الأوسط».