عبرت كل من جمعية «أدرار للتنمية الاجتماعية» وجمعية «إسافن بكرسيف عن استنكارهما للطريقة التي يدبر بها ملف التدمير الممنهج الذي يتعرض له الموروث الغابوي لتامجيلت، علما أن مجموعة من الهيئات المدنية دقت ناقوس الخطر المحدق بوضعية الغطاء النباتي بالمنطقة. يأتي هذا الموقف في إطار تتبع المجتمع المدني للوضعية الكارثية للغابة بتامجيلت جماعة بركين إقليم كرسيف، وتجاهل المندوبية السامية للمياه والغابات للمطالب الرامية إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من أشجار الأرز، بتعبير الجمعيتين، كما يأتي في سياق تنوير الرأي العام الوطني والدولي بهذه المشاكل. وأشار البيان، الذي تم إصداره بالمناسبة، إلى أن جمعية أدرار للتنمية الاجتماعية قد رفعت مجموعة من التقارير، وأصدرت بيانات في هذا الشأن، آخرها تقرير القافلة الوطنية للتضامن مع غابات تامجيلت التي نظمتها يوم 16 يونيو 2012 انطلاقا من مدينة كرسيف تحت شعار: «الحياة للغابة ضرورة بيئية وإنسانية» وشاركت فيها أكثر من 50 هيئة جمعوية وسياسية وإعلامية من مختلف مناطق المغرب. وذكرت جمعية أدرار أن هذه القافلة وقفت على مجموعة من الخروقات بكل من غابة «بوزمور» و«تاغدا إضفان»، في حين لم تصل القافلة إلى غابة ثلات أوزيزا وأجدير أملال بفعل عرقلة السير من طرف مجموعة من سكان تامجيلت الذين سخرتهم مافيات الأرز، حسب البيان، لقطع الطريق على القافلة قصد منعها من الوصول إلى المواقع المتضررة قبل أن تتدخل السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي الذين أفسحوا المجال للمشاركين لاستئناف عملهم. وعددت الجمعيتان الخروقات التي وقفت عليها القافلة، والتي تضمنها التقرير المرفوع إلى المندوبية السامية للمياه والغابات، التي لم تحرك ساكنا في هذا الإطار بعد مضي خمسة أشهر، حسب تعبير البيان، والمتمثلة في الاستنزاف البشع لأشجار الأرز (الحية والميتة) والقطع الممنهج لأشجار الأرز وتهريب خشبها، والقطع العشوائي لأغصان أشجار الأرز والبلوط التي تستعمل في علف المواشي في فصل الشتاء، ووجود اختلالات في عمليات التشجير وتدمير الغطاء النباتي (ثاكا، العرعار، البلوط، النباتات الطبية...)، وتضرر الوحيش بفعل الزحف البشري، ووجود خروقات فيما يخص مشاريع قطع أشجار الأرز من طرف التعاونية الغابوية بالمنطقة، ووجود اختلالات في طرق الاستفادة من التعاونيات الغابوية التي ينال الحظ الأوفر منها أشخاص غير قاطنين بتراب الجماعة وإقصاء السكان المحليين. وأجمل التقرير مطالب ومقترحات حماية هذه الثروة الوطنية، في تشديد الحراسة المستمرة على المواقع المغروسة، وتشديد العقوبات على المتورطين وكشف المتواطئين في عمليات تهريب خشب الأر ، وخلق مشاريع تنموية هادفة للساكنة لتخفيف الضغط عن الغابة واستثمار الموارد الطبيعية المحلية في تنمية المنطقة، ودعم الكساب بالمواد العلفية خلال فصل الشتاء، وإجراء تحقيق جاد ومسؤول في المنسوب إلى الموظفين المحليين للمياه والغابات بتامجيلت من طرف السكان، وإصدار قوانين تجرم عمليات قطع وتهريب خشب أشجار الأرز باعتباره تراثا عالميا، وإيفاد لجان مشتركة للتحقيق في الخروقات التي تعرفها غابة جماعة بركين عموما وتامجيلت بشكل خاص، وتقليص عمليات بناء الطرق داخل الغابات. وفي الأخير، عبر البيان عن إصرار المجتمع المدني على تتبع هذا الملف والترافع بخصوصه أمام الجهات المسؤولة من أجل تحمل مسؤوليتها في إنقاذ ما تبقى من الثروة الغابوية للمنطقة من طرف المافيات التي اغتنت منها في غياب المراقبة الصارمة وتواطؤ المسؤولين المحليين للمياه والغابات مع هذه المافيات، بتعبير البيان، مشيرا إلى أن جماعة بركين كانت تعد من أغنى الجماعات بفضل ثروتها الغابوية، لتصبح في السنوات الأخيرة من أفقر الجماعات وساكنتها تعيش مجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بفعل الفساد وسوء تدبير الموارد الطبيعية.