لقي شخص مصرعه في مدينة مراكش بعد أن أقدم على إضرام النار في نفسه، بسبب عدم تمكنه من شراء أضحية العيد، فيما أصيب شخص آخر بحروق من الدرجة الثالثة بعد أن أقدم للسبب ذاته على إشعال النار في جسمه بمدينة وجدة. ففي مدينة مراكش، أقدم شاب على إضرام النار في جسده مساء يوم الأربعاء الماضي أمام مصنع يعمل فيه بالحي الصناعي بمراكش، بعدما امتنعت إدارة الشركة، التي يعمل فيها، عن أداء مستحقاته المالية من أجل شراء أضحية العيد. وحسب معلومات مؤكدة، حصلت عليها «المساء» من مصادر قريبة من الحادث، فإن الشاب «أحمد.أ»، البالغ من العمر 28 سنة، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى ابن طفيل (سيفيل) بالمدينة الحمراء، يوم الجمعة (يوم العيد)، متأثرا بالحروق الخطيرة، التي أصيب بها، والتي صنفت ضمن الدرجة الثانية، في صنف مستويات الحروق. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن الشاب، الذي خلف وراءه طفلين يتيمين، أحدهما لم يتجاوز سنته الأولى، والثاني يبلغ من العمر ثلاث سنوات، استخلص مبلغ 1000 درهم من مستحقاته، التي لم يتسلمها منذ حوالي شهرين، والتي لا زالت في ذمة الشركة. لكن بعدما لم يعد يفصله عن يوم عيد الأضحى إلا يومين، توجه صوب إدارة الشركة من أجل الحصول على أجر شهر أكتوبر، بعدما طلب من والده شراء كبش العيد إلى حين حصوله على المال. لكن القائمين على الموارد المالية والبشرية بالشركة امتنعوا عن تسليمه المال بدعوى أن جزءا كبيرا من أجره صرف على سيارة الشركة التي أصيبت بعطل حينما كان يسوقها في اتجاه مدينة الدارالبيضاء. لم يتقبل أحمد أن يتحمل مصاريف إصلاح عطب سيارة الشركة، وانتفض في وجه الموظفين، وخرج أمام باب الشركة، وقام بصب البنزين الموجود في خزان دراجته النارية، قبل أن يقوم بإضرام النار في جسده، في الوقت الذي لا زالت أسرته تجهل طريقة إحراق جسده. هرع حارس باب الشركة صوب الجسد المحروق وحاول إطفاءه، قبل أن يتصل بعناصر الوقاية المدنية و عناصر الأمن، التي توجهت صوب مكان الحادث على وجه السرعة، وقامت بنقل الضحية صوب مستشفى ابن طفيل لإنقاذ حياته، قبل يقوم رجال الأمن بالتحقيق في ملابسات الحادث الأليم. أما في وجدة، فقد أقدم شخص، ليلة عيد الأضحى، على إضرام النار في جسده، قبالة مقر جمعية الإمام مالك لتحفيظ القرآن بحي السلام، بعد عجزه عن توفير أضحية العيد لأسرته، حيث أصيب بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة نقل على إثرها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي بوجدة ومنه إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء. وتعود تفاصيل الحادث المأساوي، حسب شهود عيان، إلى حدود الساعة السادسة من مساء الخميس حين خطف سعيد الملقب ب»نيو نيو» البالغ من العمر حوالي 34 سنة، وهو متزوج وأب لطفلة واحدة لا يتجاوز عمرها السنة ويمارس أنشطة بسيطة كبيع السجائر بالتقسيط، قنينة بنزين من أحد الباعة الموجودين بحي الظلمة بحي السلام بطريق عوينة السراق، وصبه على جسده ثم أضرم النار فيه أمام بعض المارة وسكان الحي، الذين راعهم ذلك المشهد.