أكدت أطر تربوية بإقليم فكيك أن المدرسة الجماعاتية ساهمت، إلى حد كبير، في الهدر المدرسي، خاصة وسط صفوف التلميذات، حيث إنه مع انطلاق هذا المشروع التربويّ، الذي أقرّته وزارة التربية الوطنية في إطار البرنامج الاستعجالي، الذي يهدف إلى تحسين جودة ومردودية العملية التعليمية في المناطق القروية ومحاربة الهدر المدرسي، تراجعت نسبة التلاميذ المتمدرسين في الإقليم. وعزت المصادر ذاتها هذا التراجع إلى الخوف الذي تملّكَ أغلب الأسر على أطفالها، ففضلت حرمانهم من متابعة الدراسة، عوض تسجيلهم في الداخلية، التي توجد في المدرسة الجماعاتية المحدثة. وطالبت الأطر التربوية نفسُها وزيرَ التربوية الوطنية وكل الجهات المسؤولة عن هذا الملف بتصحيح هذا الوضع والاستجابة لرغبات آباء وأولياء التلاميذ الذين يُفضّلون أن يتم تخصيص وسائل نقل لأبنائهم نحو هذه المدرسة عوض الداخلية، نظرا إلى أنهم في سن مبكرة ويصعب أن يتأقلموا مع الوضع في داخلية هذه المدرسة، كما أنهم في حاجة إلى رعاية خاصة ومتابعة من لدن أمهاتهم. وأكد أحد الأطر التربوية أن الوحدات المدرسية المشتتة والمعزولة جُمعت في مركّب تربويّ يتوفر على المرافق الضرورية، من أجل القضاء تدريجيا على الأقسام المشترَكة من خلال تجميع تلاميذ المستوى الواحد في فصل واحد والحد من الهدر المادي والبشري. وأضاف أن المدرسة الجماعاتية المحدَثة سنة 2012 في جماعة تالسينت في نيابة فكيك في بوعرفة أصبحت تمثل «عائقا يحول دون متابعة التلاميذ دراستهم وعاملا أساسيا في الهدر المدرسي وسببا رئيسيا في التشتت الأسري، بعدما رفضت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية توفير النقل المدرسيّ لتأمين حضور التلاميذ من الدواوير المُستهدَفة إلى المدرسة الجماعاتية». وأضاف أن هذا الوضع دعا بعض السكان، رفقة أبنائهم، إلى الهجرة القسرية في اتجاه مركز تالسينت، بينما أخذ بعضهم أبناءهم للإقامة عند قريب أو صديق، وأخذ آخرون أطفالهم للإقامة في الداخلية، ومنهم من انقطع أبناؤهم عن الدراسة. وأكدت الأطر التربوية أن هذا الوضع يؤكد وجود اختلالات بنيوية وتدبيرية بسبب عدم إشراك الساكنة في مشروع المدرسة الجماعاتية وتدبيرها وتكريس الأقسام المشترَكة من خلال الاحتفاظ بالمستوى الأول والثاني في الفرعيات المُستهدَفة داخل قسم واحد. وطالب الأطر أنفسهم بمراعاة مصلحة التلاميذ وبإرجاعهم إلى الفرعيات، التي لا تبعد كثيرا عن مقرات سكناهم أو بتخصيص وسائل نقل لمحاربة الهدر المدرسي الذي رافق هذه التجربة.