محمد لحليمي عند كل دخول مدرسي، يصبح السؤال الشائع بين الآباء هو كيف يستعد طفلي للعودة إلى المدرسة؟.. من أهمّ الأمور التي يجب على الأم أخذها بعين الاعتبار تنظيم تغذية التلميذ من جديد، باعتبارها مهمة جداً، حيث الطفل والمراهق في مرحلة بناء ويحتاجان إلى غذاء صحي ومتوازن يُزوّدهما بالطاقة اللازمة لضمان الحيوية والنشاط طيلة الدوام المدرسي، مع ضرورة الانتباه إلى الكمية، لأن من شأن الزيادة فيها أن تجعله عرضة للمشاكل الصحية الغذائية، كالسمنة وسوء الهضم... وحتى تكون الأم قادرة على اختيار الغذاء المناسب لطفلها، عليها أولاً أن تدرك معنى الغذاء الصحي، فماذا يقصَد بالغذاء الصحي أو الغذاء المتوازن؟.. الغذاء الصحي والمتوازن يحتوي الغذاء الصحي والمتوازن على جميع العناصر الغذائية الرئيسية لسلامة نمو الطفل أو المراهق، ويضمن إمداد الجسم بالطاقة ومقاومة الأمراض، وبالطبع ليس غذاء بعينه يحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسية بشكل كامل، لذا يجب التنويع في الأغذية التي يتناولها الطفل أو المراهق في الوجبة الواحدة لضمان حصوله على العناصر الغذائية الرئيسية، من كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات ومعادن ودهون وماء بنسب محددة ومتوازنة، وهذا لا يتحقق إلا بتنويع مصادر الغذاء، دون إفراط أو تفريط، حيث يجب أن نعرف متى، كم، كيف، ماذا وأين نأكل؟ فوجبات الطفل يجب أن تتضمن جميع العناصر الغذائية، لأن الطفل يكون في طور النمو، وأي نقص في أي عنصر قد يؤثر سلبا على الجانب العضوي والوظيفي للطفل، كما لا يجب إرغامه على الأكل، بل التعامل معه بذكاء، ولا يجب ربط ذلك بالجزاء والعقاب. وجبة الفطور يجب على الأم أن تجعل من وجبة الفطور «عادة» لدى طفلها، حتى ولو كانت بكميات قليلة في الأيام الأولى، لأهميتها في زيادة نشاط الجسم، مع ضرورة التنويع في محتوياتها وإشراك الطفل في اختيار الوجبة التي يرغب فيها في الصباح، حتى لا يصاب بالملل، الذي قد يكون أحدَ أسباب عدم تناول الطفل لهذه الوجبة، فالطفل الذي لا يرغب في تناول طعامه في الصباح المبكر -خاصة في الأيام الأولى- يجب تزويده بوجبة خفيفة صحية يمكن تناولها في فترة الاستراحة، على أن تكون من الفاكهة الطبيعية المُجفَّفة أو الطريّة: العسل، الحليب، الخبز من القمح الكامل، البيض «البلدي»، الجبن وزيت الزيتون.. ويبقى التنوع والابتعاد عن المصنع سر الوجبة الناجحة، إلى جانب تناول كمية مُناسِبة من السوائل مثل الماء، وتذكروا أن التغذية السليمة تزيد من قدرة الأطفال على الاستيعاب والتركيز، خاصة في الصباح وفي ساعة محددة قبل الذهاب إلى المدرسة. العادات السيئة لكي يتخلص طفلك من عاداته السيئة ويلتزم بنظام غذائي صحي ومتوازن، ما عليك إلا أن تحرصي على حصوله على قسط كافٍ من النوم ومنعه من استهلاك كل ما يحتوي على «الكافيين» في فترة ما بعد الظهر والمساء، وكذا العشاء الدسم قبل موعد النوم.. ولخلق «روتين» للتهدئة أثناء الليل، ينبغي التدرج في تقليل الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو.. حتى يتم التوقف عن استخدامها تماما قبل يومين أو ثلاثة من بدء الدراسة والبحث عن طرق بنّاءة لإنفاق وقت الطفل وتمهيد دماغه، مرة أخرى، قبل العودة إلى المدرسة.