سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ويلسون.. الرئيس الأمريكي الذي رسم خريطة أوروبا الجديدة خضع لابتزاز البنوك التي كان أصحابها من اليهود وأقحم بلاده في الحرب العالمية رغم إعلانها «الحياد»
أدى تقدّم الثورة الصناعية التي كانت تجتاح أوروبا، أوائل القرن التاسع عشر، إلى تطوّر النزعة الاستعمارية بين دولها بشكل حاد جعل معه تصريف البضائع والحصول على المواد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال من أهم القضايا الأوروبية الملحّة التي لم يجد لها رجال السياسة حلّا إلا عن طريق امتلاك المستعمرات، التي أدخلت بالتالي الدول الأوروبية نفسها إلى خانة التصادم والنزاع بعد أن برزت معالم السيطرة على البحار، خاصة بريطانيا التي تعتبر نفسها سيّدة البحار وألمانيا التي طوّرت للتو أسطولها البحري وترغب في السيطرة على الحياة بشكل يفوق قدراتها، وأخذت نتيجة لذلك تعقد الاتفاقات السرية والتحالفات العسكرية الرامية إلى تعزيز القوة بتعزيز المجال الاستعماري، ودخلت كل من انجلترا وفرنسا في تحالف الوفاق الودي عام 1904 لمواجهة الحلف الثلاثي الذي بدأ ينشأ بين ألمانيا وإمبراطورية النمسا وإيطاليا التي سرعان ما خرجت منه لتأخذ الدولة العثمانية مكانها بعد أن وقعت حلفا مع ألمانيا نفسها، وأضحى بالتالي فتيل الحرب على وشك الاشتعال حتى جاء يوم 28 يونيو 1914 وتم اغتيال وريث العرش النمساوي «فرانز فرديناند» وزوجته أثناء زيارتهما لسراييفو في منطقة البوسنة والهرسك على يد الطالب الصربي «جافريلو برينسيب» وأجّج بذلك النقمة النمساوية على الصرب وأشعل فتيل الحرب العالمية الأولى سريعا. حرّب الغواصات كان توماس ويلسون (ولد في الثامن والعشرين من ديسمبر 1856 بولاية فيرجينيا) يقضي ولايته الرئاسية الأولى باعتباره الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدةالأمريكية التي انتخب فيها بناء على تعهّداته بعدم إشراك بلاده في الحرب العالمية وجعلها في حالة الحياد التام، وهي وعود جعلته يفوز بولايته الرئاسية الثانية في العام 1916 بعد أن حصد أصواتا فاقت تلك الأصوات التي حصدها منافسه «هيوجز» الذي طالب «ويلسون» بترجمة الحياد الرسمي الذي أعلنه في فترة رئاسته الأولى دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح والأصوات اليهودية التي كانت وراء فوزه بالانتخابات، وهي أصوات سرعان ما أخذت تضيق الخناق عليه بعد أن أجبرته سريعا على الموافقة على إقراض البنوك التجارية الأمريكية (وبلعبة فنية من أصحابها اليهود) كلا من انجلترا وفرنسا مليون دولار لكل منهما مقابل خمسة ملايين دولار لألمانيا بغية تأجيج النزاع وزيادة التسليح الذي ستستفيد منه أولا وأخيرا مصانع الأسلحة اليهودية، وهي قروض مارس من خلالها ويلسون الضغوط على ألمانيا بدرجة أكثر حدّة وشدّة لإيقاف حرب الغواصات التي تشنها على السفن التجارية دون أن يمارس هذه الضغوط على انجلترا وفرنسا لإيقاف الحصار البحري على ألمانيا... جيش البنوك اليهودية أخذت ألمانيا، في مقابل هذا المدّ المالي الهائل ترضخ شيئا فشيئا للسياسة العامة لتلك البنوك ولقرارات ويلسون بوقف حرب الغواصات التي تقوم بها ضد السفن التجارية، قبل أن تتراجع سريعا عن ذلك القرار بعد إيمانها بنتيجته التي ستؤدي إلى خسارتها للحرب وحرمانها من سلاح هام في مواجهة انجلترا وفرنسا، الشيء الذي دفع ويلسون إلى قطع العلاقات مع ألمانيا، في إجراء مناف للحياد الذي أعلنه سابقا بعد أن جنّ جنونه عازما على الانتقام بالقول «... على السفن التجارية الأمريكية أن تحمل المدافع على متنها... قال ذلك رغم علمه التام بعدم فاعلية تلك المدافع أمام طوربيدات الغواصات الألمانية، معلنا في نفس الوقت وقف عمليات التصدير المتجهة إلى ألمانيا. سرعان ما جاء الرد الألماني على قرار الرئيس ويلسون وقف التصدير إليها، وضربت غواصاتها إحدى السفن التجارية الأمريكية التي تحمل على متنها الإمدادات العسكرية إلى كل من انجلترا وفرنسا وتم إغراقها وطاقمها المكوّن من 118 أمريكيا في السابع من ماي 1915 ليستغل ويلسون هذا الحدث (إلى جانب ظهور برقية ألمانية (تم تزويرها وفبركتها من طرف اليهود) مرسلة إلى المكسيك تقول بتأييد ألمانيا لها في حالة إعلان الحرب عليها من أمريكا ومساندتها للثورة بغية استعادة أراضيها المحتلة من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1848 معلنا الحرب على ألمانيا في أبريل 1917 بعد أن اشتدّت الضربات الألمانية ضد السفن التجارية الأمريكية بما فيها الغواصات، ويُدخل نفسه ودولته كحليف إلى جانب كل من انجلترا وفرنسا والإتحاد السوفياتي للتخلّص من القوة الألمانية وإيقاف التمرد السريع لنفوذها بعد احتلالها لبعض الدول الأوروبية. في تلك الأثناء وبتسارع وتيرة الأحداث كان بلفور في زيارة خاطفة للولايات المتحدة للاتصال بممثلي البنوك الأمريكية، وإبلاغهم بموافقة انجلترا الصريحة على تبني مشاريعهم الصهيونية في حال استمرار الضغط على الولاياتالمتحدة بعد أن تم تجييش البنوك اليهودية ومواردها لهذه الغاية حتى دخلت أمريكا الحرب.. ليقاتل فيما بعد ويلسون لصالح تنفيذ وعد بلفور القاضي بإقامة الوطن اليهودي في فلسطين.... الأقنعة المستترة يقول محمود نعناعة «الصهيونية العالمية» في روايته لتلك الأحداث «كان كل شيء مخطّطا له من طرف الصهيونية العالمية بأقنعتها المستترة دائما، بعد أن جاءت بالرئيس ويلسون إلى السلطة أولا، وأقنعته بالحياد ثانيا، ثم استدراجه للحرب مع الحلفاء فيما بعد، لقد كانت نصائح اليهودي برانديز بمثابة الأمر المباشر بالنسبة لويلسون نظرا للروابط القوية بين الإثنين حيث عمل برانديز مستشارا للرئيس، كانت علاقة أقوى من الانفصام، فقد كان ويلسون قد تعرّض في شبابه للوقوف أمام القضاء في قضية كانت كفيلة بالقضاء عليه، لكن اليهودي برانديز (وكان قاضيا آنذاك ضمن هيئة الحكم) عمد إلى حمايته ووقف إلى جانبه في مواجهة القضاة الآخرين، ومن وقتها اعتبر ويلسون نفسه مدينا لبرانديز بمستقبله، ولعلّ هذا شبيه تماما بما حدث لكلينتون فيما بعد.. فهذه النوعية من الرؤساء الذين يتم تعيينهم فقط تلعب بهم الأيادي الخفية للصهيونية العالمية، فتعرض عليهم النصائح أولا، رغم كونها أوامر في حقيقتها، فإذا ما رفضوا تم تجريدهم وابتزازهم بفتح ملفات ساخنة لهم، وهكذا يبقى هؤلاء الرؤساء بمثابة قطع الشطرنج التي تحرّكها أيادي اليهود الخفية (دائما) والعلنية أحيانا أخرى.... يتبع