تطورات متسارعة وخطيرة عاشها فريق المغرب الفاسي لكرة القدم إلى بلاد الكونغو لخوض إياب الدور ثمن النهائي الثاني لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمام ليوبارد عصر يوم غد السبت. فمنذ مباراة الذهاب التي فاز بها المغرب الفاسي بصعوبة بهدف لصفر، أحرزه حمزة بورزوق الذي انتهى عقده مع الفريق نفس اليوم، عرفت تداريب الفريق عدم اكتمال صفوف اللاعبين المؤهلي ن لخوض المسابقة الإفريقية للأندية، مما جعل المدرب عبد الغني الناصيري ومساعده محمد الأشهبي يجدان صعوبة في تطبيق خطة اللعب المزمع تنفيذها في مباراة الإياب. واتضحت هشاشة الموقف أكثر إبان معسكر مدينة طنجة الأسبوع الماضي، حين تدرب الفريق بعدد ضئيل من اللاعبين، وأنهاه بلقاء ودي أمام منتخب عصبة الشمال قبل أن تتأكد سوداوية الموقف قبيل أيام قلائل من الرحيل للكونغو الذي كان مساء أمس الخميس ليلا في رحلة طويلة وشاقة حيث سيضطر الفريق الفاسي لقطع مسافة 200 كيلومتر برا بعد أن يصل لثاني أكبر مدن الكونغو بورت نوار. ويغيب الظهير سعيد الحموني بعد عودته من تجربة كأس العرب بجدة بالعربية السعودية بداعي الإصابة، قبل أن يلتحق متأخرا بينما استمر غياب متوسط الدفاع سمير الزكرومي إلى غاية الحصة الصباحية ليوم أمس الخميس، بعد أن كان قد اتصل مساء الأربعاء برئيس الفريق بحسب هذا الأخير ووعده بأنه سيلتحق بالفريق بفندقه ويخوض معه الحصة التدريبية الفريدة بالمغرب في العاشرة من صباح الخميس بمركب الوداد، وبأن بقاءه بعيدا عن الفريق كان بسبب مرض جدته، غير أنه لم يكن في الموعد ولو أن مقربين من اللاعب أفادوا «المساء» بأن سمير يفكر في تغيير الوجهة في ظل مفاوضات متقدمة مع الجيش الملكي بإيعاز من المدرب رشيد الطوسي. غير أن أبرز مستجد تمثل في تكرار حادث عدم مرافقة الفريق لغينيا إذ قرر عبد الهادي حلحول للمرة الثانية أن يتخلف عن رحلة العودة إلى الكونغو على أبواب دور المجموعتين ودار حوار بين اللاعب ورئيس الفريق مروان بناني مساء الأربعاء بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء بضاحية طريق الجديدة حيث تفيد مصادر عليمة بأن حلحول تحدث في البداية عن إصابة تمنعه من السفر ولما تم طلب رأي طبيب الفريق الدكتور فضول تبين أن الإصابة لا تدعو للقلق وتسمح له بالسفر واللعب. وطلب حلحول أن تتم مراجعة عقده مع الفريق خاصة أن ظروفه الاجتماعية صعبة إد أنه يقطن في أحد أحياء المدينة القديمة بفاس ويضطر لقطع مسافة نصف ساعة مشيا بعد أن ينزله الطاكسي بباب الفتوح. وتفهم الرئيس هذا الوضع بحسب مصادر عليمة واقترح أن يتم اقتناء شقة بقيمة تتراوح بين 35 و40 مليون سنتيم، لكن اللاعب رفض العرض وطلب أن يتوصل بالأموال ب»سيولة» وفورا ثم أردف بأنه لا يمكنه أن يلعب وأمه مريضة. وغادر حلحول مقر إقامة الفريق في حدود العاشرة ليلا واستقل سيارة مسير فاعل سابق بالفريق الفاسي مقيم بالدارالبيضاء، ليتأكد غيابه عن الفريق للمرة الثانية، مما يجعله مهددا بالتوقيف عن اللعب لمدة تصل لثلاث سنوات. وعبر محمد الأشهبي المدرب المساعد وابن الفريق عن أسفه لهذه الحالة وقال ل»المساء» عن هذه الوضعية:»لم يسبق أن شكل لاعب واحد فريقا ما وعلى العكس فالفريق هو من يصنع اللاعب ومن جهة ثانية أشد بحرارة وأشكر هؤلاء اللاعبين الذين سيرافقونا للكونغو رغم أن بعضهم مصاب فهم لاعبو المغرب الفاسي الحقيقيون والجميع مهم ولا أحد بمفرده مهم». وأضاف:»بكل صدق أنا تفاجأت لحالة عبد الهادي حلحول لأنه لاعب ناشئ وفي بداية المشوار ومن حقه أن يطلب تحسين وضعه، ولكن في إطار المعقول وليس في الوقت الذي يكون فيه الفريق محتاجا لجميع لاعبيه خاصة في ظل نقص كبير في اللائحة المؤهلة للعب حيث لو كان هناك 24 لاعبا لوجدنا تنافسا من أجل كسب مقاعد بالفريق الأساسي». وتابع:»كان عليه أن يحترم زملاءه بالفريق الذين تحدثوا معه وأن يحترم الجمهور الفاسي الغيور والعريض ولا حول ولا قوة إلا بالله». ويغيب عن الفريق الفاسي لاعب الوسط محمد علي بامعمر بعد أن تشبث بيم فيربيك باصطحابه رفقة المنتخب الأولمبي إلى معسكر هولندا رغم أنه يتواجد فقط في اللائحة المؤقتة وقد باءت محاولات الماص للإبقاء عليه بالفشل. ورحل المغرب الفاسي إذن ب12 لاعب ميدان بينهم العميدان عبد النبي الحراري ورشيد الدحماني المصابان على التوالي بتمدد وألم في الظهر وسعيد الحموني المصاب بدوره وبحسب آخر الأخبار فإن الزكرومي قد اتصل بزميله في المنتخب المحلي الحموني وأخبره بأنه في طريقه لمقر إقامة الفريق قبل الانتقال إلى المطار.