هم مهاجرون مغاربة في ألمانيا تصدروا الصفحات الأولى في الجرائد الألمانية، بعدما أحدثوا ضجة إعلامية وسط المجتمع الألماني، منهم من نجحوا في مجالات مختلفة، سياسيا واقتصاديا ورياضيا، ومنهم تسببوا لألمانيا في أزمات، دفعت الرأي العام الألماني إلى متابعة أخبارهم عبر وسائل الإعلام. لم يكن المجتمع الألماني يدرك أن مواطنا مغربيا (يتحدر من مدينة الناظور) سيشرّف ألمانيا بإهدائها ميدالية فضية في أولمبياد سيدني 2000، حيث اعتبرت وسائل الإعلام أنه يتوفر على قدرة خارقة، بعدما استطاع إحراز هذا اللقب ورفع للعلم الألماني في أستراليا، وسط حضور وفد ألماني رفيع المستوى. ذكرت وسائل الإعلام أن بن طالب شرّف ألمانيا عدة مرات في تظاهرات عالمية، وحاز عددا كبيرا من الألقاب الدولية، ويتوفر هذا الشاب، ذو الأصول المغربية، على رغبة كبيرة في إبراز قدراته وخبراته في مدرسة للتايكواندو. ولد فيصل في منطقة الريف، شمال المغرب، وهي المنطقة التي تشرّب فيها أبجديات الممارسة الرياضية. وببلوغه عامه الخامس، شرع في ممارسة رياضة التايكواندو، التي أصبحت رياضتَه المُفضَّلة، بها يتنفس ويعيش ويحلم.. وسرعان ما حصد بن طالب ثمار تدريبه الشاق، حيث سبق أن شارك مع المنتخب الوطني المغربي للتايكندو وهو ابن 15 عاما، وحقق نجاحا باهرا في عدد من المهمات الرياضية، لكن سرعان ما انقلبت هذه الألقاب لفائدة ألمانيا. وحسب المركز الألماني للإعلام، وهو مركز تابع لوزارة الخارجية الألمانية، فقد توجّهَ بن طالب إلى ألمانيا وعمره لا يتجاوز 20 سنة، وواصل فيها ممارسة رياضته بجدية، ولم يمر وقت طويل حتى كان هذا الشاب، ذو الوصول المغربية، قد فاز بألقابه الأولى، بل وكسب شهرة رياضية. وحسب المركز الإعلامي ذاته، فقد أصبح سنة 1997 بطلا لألمانيا، وهو العام الذي حصل فيه، أيضا، على الجنسية الألمانية، وحقق إنجازات على الصعيد الدولي، حيث فاز ببطولة كل من هولندا والدنمارك والنمسا. وذكر المركز الإعلامي الألماني أنه منذ عام 2007، يحاول فيصل بن طالب الاشتراك مع شقيقه محمد بن طالب، الذي حصل على المركز الثاني في بطولة العالم 2003، تأسيس مدرسة خاصة به في مدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الراين لينقل للآخرين شعور الفرحة بممارسة تلك الرياضة القتالية، والأمر هنا لا يتوقف -حسب المركز الإعلامي الألماني- فقط على القوة والطاقة، بل أيضا على الانضباط والاحترام والتركيز على التقنيات الدقيقة، من قبيل دورات تدريبية للشباب، للمبتدئين وللمتقدمين. وكشفت التقارير الإعلامية أن بن طالب اعتمد على دورات للدفاع، وشكّلت بالنسبة إلى السيدات قائمة برامجه التدريبية، غير أن المدرسة لم تؤسس لتكون ورشة لتعلم مهارات القتال وصقلها، ولكن لنقل الخبرة إلى الآخرين، بل إن الاستمتاع يحتل دائما مكان الصدارة. ووجد عدد من عشاق رياضة التيكواندو في بن طالب البطلَ المثاليَّ لاختيار طريق النجاح، وخصوصا بعد الشهرة التي حقّقها في وسائل الإعلام الألمانية، بعد إحرازه ميدالية فضية لفائدة ألمانيا. وكان هذا الشاب المغربي من الكفاءات الرياضية التي لم تُستغلَّ في بلاده المغرب كما ينبغي، حيث تلقى أبجديات رياضة التيكواندو في المغرب، لكن حصوله على ميداليات لفائدة ألمانيا ساهم في عدم تشريفه بلادنا في التظاهرات الرياضية الدولية.