نفت وزارة العدل والحريات مزاعم المعتقل رشيد القرموطي، المتابَع حاليا أمام القضاء بتهمة الإشادة بالإرهاب. وقال محمد عبد النبوي، مدير الشؤون الجنائية والعفو، إن بحثا فتحته الوزارة في مزاعم القرموطي أثبت عدم تعرضه للاختطاف أو للتعنيف أو لاقتلاع الأسنان باستعمال آلة حادة. وبيّن البحث، وفق عبد النبوي، أن القرموطي لم يُختطَف وهو نائم أثناء مشاركته في وقفة احتجاجية لفائدة معتقلين على خلفية قضايا إرهابية، وإنما تم اعتقاله بالقرب من مقر الإدارة العامة للأمن الوطني، الكائن بزنقة حلب في لرباط، بمحاذاة مقر وزارة العدل والحريات نفسها. وعرض عبد النبوي، في ندوة صحافية عقدها صبيحة أمس الأربعاء، بمعية مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، للكشف عن خلاصات البحث في مزاعم القرموطي، شريطا مصورا التقطته كاميرا ذكية تابعة لوزارة العدل تُبيّن واقعة اعتقال القرموطي وتوقيت وصول سيارة أمن للنجدة لاقتياده إلى مقر المنطقة الأمنية أكدال في الرباط.. وأدلى عبد النبوي، أيضا، بمحضر رفعه الملكفون بحراسة وزارة العدل، يؤكدون فيه وقوع جلبة بمحاذاة الوزارة في الزاوية المقابلة للمديرية العامة للأمن الوطني بعد عملية اعتقال مشتبه فيه. وأدلى مدير الشؤون الجنائية والعفو، أيضا، بمحضر للمنطقة الأمنية سالفة الذكر تؤكد استقبال القرموطي في تمام الساعة الثانية و35 دقيقة من صباح يوم الأحد، 21 ماي الماضي، قبل أن تتقرر في وقت لاحق إحالته على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد قرار متابعته بتهمة الإشادة بالإرهاب. ويشير المحضر إلى أن القرموطي اعتقل من قبل 5 عناصر أمنية ينتمون إلى فرقة «الصقور» في وقت كان يقترب، بمعية 3 أشخاص آخرين، وصفهم المحضر ب»الملتحين»، حاملين سيوفا وعصيا. وشدد عبد النبوي على أن عناصر الأمن طاردت الأشخاص الأربعة وألقت القبض على القرموطي في حين تمكن الآخرون من الفرار. وبخصوص مزاعم تعنيفه في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية واقتلاع 3 من أسنانه باستعمال آلة حادة، أكد عبد النبوي إخضاع القرموطي لخبرة طبية أشرف عليها ثلاثة خبراء من مركز الدرك الملكي لطب الأسنان أكدوا جميعهم أنه يعاني من مرض اللثة في وضعية متدقمة وأن أسنانه يمكن أن «تسقط» دون أن يكون هناك عنف بالضرورة. وكشف مدير الشؤون الجنائية والعفو، أيضا، إقدام الوزارة على عرض حالة أسنان القرموطي على طبيبة جراحة للأسنان دون أن تعلم أن المعني بالأمر يخضع للمتابَعة أمام القضاء فأكدت، بدورها، أنه يعاني من مرض اللثة في حالة جد متقدمة. وأفاد عبد النبوي، كذلك، أنه لم تظهر على القرموطي أي آثار للعنف أثناء تقديمه أمام قاضي التحقيق، في 31 ماي الماضي، رغم أنه ادّعى تعرّضَه للتعذيب، ولم يطلب دفاعه إجراء خبرة طبية في الموضوع. وبعد أربعة أيام، زاره والده في السجن المحلي «سلا2» وأصدر بيانا يقول فيه إن ابنه تعرّضَ للتعذيب والتعنيف ولاقتلاع 3 من أسنانه.