تحقق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع والدة معتقل سلفي بسجن عكاشة، ضبطت الثلاثاء الماضي وهي تحاول تسريب جواز سفر نيجيري إلى ابنها المعتقل على خلفية ضلوعه في أحداث 11 مارس و10 أبريل من سنة 2007، ليسلمه بدوره إلى سجين إفريقي مدان بالاتجار الدولي في المخدرات. وحسب مصدر مطلع، فإن قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة فتح تحقيقا معمقا مع والدة عبد اللطيف أمرين، المحكوم عليه بثماني سنوات سجنا نافذا، ضمن خلية «الرايضي»، والذي سبق له أن استفاد من عفو ملكي بعد أن قضى في حقه ب30 سنة سجنا لضلوعه في تفجيرات 16 ماي من سنة 2003، ليغادر السجن سنة 2006. وتتركز التحقيقات الأولية للمكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حول سبب محاولة أم المعتقل السلفي تسريب جواز سفر نيجيري إلى ابنها، علما بأن مواطنا من جنسية نيجيرية، يوجد رهن الاعتقال بذات السجن بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، هو الذي كان سيستفيد من جواز السفر المزور. وأشارت مصادرنا إلى أن عبد اللطيف أمرين اتصل بوالدته القاطنة بحي أناسي وأخبرها أن مواطنا إفريقيا سيزورها في مقر سكنها وسيسلمها جواز سفر، وعليها أن تأتي به إلى السجن في يوم الزيارة المباشرة لتسلمه بدورها إليه. وأشارت مصادرنا إلى أن المحققين يبحثون عن مواطنين أفارقة بالدارالبيضاء يقومون بتزوير جوازات السفر، مشيرة إلى أن السجين النيجيري الذي كان سيحصل على جواز السفر محكوم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، قضى منها سنتين، بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، وأن جواز سفره الأصلي محجوز لدى إدارة المركب السجني عكاشة، بينما كان سيحصل على جواز آخر، هو الذي حملته المرأة الموقوفة إلى ابنها عبد اللطيف يوم 28 أكتوبر الماضي ليسلمه بدوره إلى السجين النيجيري. وكان عبد اللطيف أمرين، الذي صدر في حقه حكم بالسجن لمدة 30 سنة على خلفية ضلوعه في أحداث 16 ماي لسنة 2003، قد استفاد من عفو ملكي، قبل أن تعتقله السلطات الأمنية من جديد للاشتباه في تحضيره لتفجيرات حي الفرح وشارع مولاي يوسف بالدارالبيضاء. وكانت الشرطة قد داهمت، يوم 12 فبراير من سنة 2007، منزل أسرة عبد اللطيف بالدار البيضاء، قرابة الساعة السابعة مساء وحجزت صورا لأمرين مع زملائه أثناء اعتقاله في السجن، إذ سبق أن حوكم أمرين بثلاثين سنة سجنا، قضى منها مدة 3 سنوات، قبل أن يستفيد من عفو ملكي، بالنظر إلى كونه معاقا جسديا من الرجلين معا ومن اليد اليسرى، ومصاب بمرض «الهيموفيليا»، وهو مرض خطير لا يقبل أي جرح ولو كان بسيطاً.