- -كيف يحدث الحمل بتوأم؟ الحمل بتوأم نوعان: النوع الأول، وهو ناتج عن التخصيب المزدوج (في نفس الوقت) لبويضتين من طرف حيوانيين منويين، وهاتان البويضتان تخرجان من مبيض واحد أو من مبيضين. ونذكر هنا كذلك بعض الحالات النادرة وهي: تخصيب بويضتين من طرف أبوين مختلفين وكذلك إمكانية خروج بويضة ثانية بعد بضعة أيام من الأولى.. أما النوع الثاني فهو ناتج عن تخصيب بويضة واحدة من طرف حيوان منوي واحد، ثم تنقسم البويضة المخصبة إلى جزءين. وهنا يحتوي التوأمان على نفس المكونات الجينية ويكونان من نفس الجنس. وقد يحدث هذا الانقسام في محطات مختلفة: -فمن بداية التخصيب إلى اليوم الثاني تكون النتيجة مشيمتين وكيسين سلويين، ويشكل 30 في المائة من الحالات. -من اليوم الثالث إلى السابع يعطي الانقسام مشيمة واحدة وكيسين، ويشكل هذا 70 في المائة من الحالات، وهنا يمكن أن يكون هناك تواصل بين دورتي الدم للجنينين ويكون هنا نمو جنين على حساب الآخر. أما إذا وقع الانقسام بعد اليوم السابع فتكون النتيجة توأمين بمشيمة واحد وكيس سلوي واحد، وهذا نادرا ما يقع. -وماذا عن الأسباب؟ هناك أسباب طبيعية تهم عمر المرأة وعدد الولادات، كما نلاحظ جانبا وراثيا، حيث توجد عائلات يكثر فيها حمل التوائم. أما العنصر الجغرافي فله تأثير مهم، حيث تقفز النسبة من 6 في الألف في آسيا إلى 16 في الألف في إفريقيا وتصل إلى 40 في الألف في نيجيريا. لكن يبقى السبب الأهم الحالي هو علاج العقم، الذي وإن كان قد حقق نجاحات باهرة في السنوات الأخيرة فقد يُصاحَب بإمكانية الحمل المتعدد، وهكذا فحين استعمال منشططات الإباضة، فإن النسبة قد تصل إلى 25 و30 في المائة، كما يتم حاليا التداول في المحافل الطبية حول ضرورة الاكتفاء بوضع بيضة مخصبة واحدة داخل الرحم، عوض 2 أو 3 المتداولة. -كيف يتم التشخيص؟ يستحضر الطبيب إمكانية التوائم حينما تكون هناك زيادة في أعراض الحمل، وخصوصا الغثيان والقيء، وحين تواجد زيادة في حجم الرحم بالنسبة إلى عمر الحمل. وهنا، يلجأ الطبيب إلى الفحص بالصدى الذي لا ينتظر منه فقط تشخيص التوائم، بل كذلك تحديد نوعية التوائم، لأن لهذا التصنيف علاقة بالمضاعفات وكيفية وبرمجة المراقبة الطبية اللازمة للبحث عنها ومعالجتها في وقتها. -ما هي أهم مضاعفات الحمل بالتوأم؟ هي كثيرة وتهم الأم والجنين فمن ناحية الأم يتزايد عدد حالات فقر الدم، ارتفاع الضغط الدموي وتعفن الكليتين، كما تتزايد نسبة اضطرابات عمل الكبد واستهلاك الكالسيوم. وفي بعض الحالات، قد تؤدي هاته المضاعفات إلى الوفاة. أما من ناحية الجنين فيكون عرضة للإجهاض والولادة ما قبل الأوان (50 في المائة من الحالات) لقصور النمو أو للوفاة داخل الرحم. كما نذكر من بين المضاعفات الزيادة في عدد التشوهات و تبقى الحالة أكثر خطورة هي: ملازمة انتقال الدم من جنين إلى آخر «Syndrome Transfuseur transfuse»، مما يؤدي إلى نمو جنين على حساب الآخر، وقد ينتهي الأمر بوفاة أحد أو كلا الجنينين، وهذا يحدث في حالات مشيمة واحدة وكيسين سلويين، مما يظهر أهمية التتبع بالموجات الفوق الصوتية كل 15 يوماً. -ما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها خلال الحمل؟ -لنصائح الطبيب علاقة مباشرة مع المضاعفات، حيث قد تتطلب هذه الفئة مزيدا من الدعم المادي (الزيادة في الراحة، الزيادة في بعض المواد الحديد- الكالسيوم والدعم المعنوي لتجاوز هاته المرحلة). أما جدول الفحص فهو يكون شهري (النوع الأول) أو نصف شهري (النوع الثاني). ويتضمن هذا الفحص جانبا سريريا ويهم تشخيص ارتفاع الضغط الدموي أو التنقيب عن تعفن الكليتين وكذلك وجود إشارات الولادة قبل الأوان. أما من ناحية الفحص بالصدى فهو يدلنا على سلامة الجنينين وحسن نموهما وعدم وجود الإشارات السلبية عن طريق «الدوبلير». كما تم في الآونة الأخيرة التأكيد على ضبط طول عنق الرحم، لما له من أهمية من حيث التنبؤ بالولادة قبل الأوان. كما يؤكد الأطباء ضرورة استعمال الأدوية المساعدة على نضج الرئتين، استعداد للحالات التي قد تقع فيها الولادة قبل الأوان رغم التشخيص والأدوية. - وماذا عن وضع التوائم؟ هنا كذلك نؤكد على فكرة أصبحت مُتداوَلة لدى المختصين، وهي أن التوائم يتم نضجهم مبكرا، ولهذا يجب ضبط عمر الحمل وتوليد المرأة في منتصف الشهر التاسع وفي الشهر الثامن بالنسبة إلى النوع أحادي المشيمة، ويمكن أن تكون الولادة طبيعية إلا إذا كان الجنين الأول معترضا أو بصورة مقعدية. ولكن هذه الولادة قد تكون عرضة للمشاكل أكثر من غيرها (صعوبة ولادة الجنين الثاني -تزول الحمل السري-نزيف مهبلي) مما يستدعي تواجد طاقم طبي مجهز لمعالجة هاته المشاكل. - وماذا بعد عملية الوضع؟ بعد عملية الوضع، تحتاج المرأة كذلك إلى دعم مادي (التغذية –الحديد -الكالسيوم) لتعويض ما استهلك ولتغطية الرضاعة الطبيعة المطولة، وتحتاج كذلك إلى دعم اجتماعي وعائلي، لأن الحاجيات الأساسية قد تتضاعف وتستنفد إمكانية غالب العائلات متوسطة الدخل. أخصائي أمراض النساء والولادة