محمد أحداد عم إضراب شامل مدينة الدريوش، أمس الجمعة، وشل الحركية الاقتصادية بشكل كلي في المدينة. وعمد سكان الدريوش إلى إغلاق المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم استجابة لنداء تنسيقية متابعة الشأن المحلي. وعاشت المدينة يوما من «دون خبز». ونفذ سكان الدريوش، مساء أول أمس، مسيرة حاشدة قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 1500، مطالبين بضرورة «التراجع عن القرارات التي اتخذتها السلطات المحلية بشأن ترحيل المصالح الخارجية وفي مقدمتها نيابة التعليم والمستشفى الإقليمي إلى جهات أخرى خدمة لمصالح سياسوية وحزبية وفئوية لبعض اللوبيات المتحكمة في دواليب القرار، مما يهدد وحدة الإقليم وينذر بإشعال فتيل الفتنة وإيقاظ النعرات القبلية النائمة، بهدف صرف أنظار المواطنين عن المشاكل الحقيقية التي يعانونها بفعل التدبير اللامسؤول لرؤوس الفساد بالمدينة» في السياق نفسه، رفع المحتجون لافتات تطالب برحيل المجلس البلدي لمدينة الدريوش، متهمين «عائلة بعينها بالسطو على المجلس البلدي في غياب تام لمعيار الكفاءة، الشيء الذي يعطل مصالح المواطنين». وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإلزامية «التوقف عن السياسية التماطلية التي ينهجها المجلس البلدي ومعه السلطات المحلية تجاه مطالب الساكنة، وفي مقدمتها بناء مستشفى بالمدينة، والتوقف فورا عن رمي النفايات في نهرين يخترقان المدينة وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين». وأكدت تنسيقية متابعة الشأن المحلي بالدريوش في ملفها المطلبي، الذي توصلت»المساء» بنسخة منه، على ضرورة إيفاد «لجان افتحاص من المجلس الأعلى للحسابات للبحث في طرق صرف المال العام ببلدية الدريوش، ومحاسبة المسؤولين عن التأهيل الحضري المغشوش». ودعت التنسيقية إلى «بناء مؤسسات للتكوين المهني لتأهيل الشباب لولوج سوق الشغل، وإحداث منطقة صناعية لتوفير فرص الشغل للشباب العاطل عن العمل، في ظل انسداد الآفاق في وجوههم، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية بأوربا التي كانت -إلى وقت قريب- المتنفس الأساسي لامتصاص شباب المنطقة وتخفيف حدة البطالة، سواء في صفوف الشباب غير المؤهلين أو حاملي الشهادات». في هذا السياق، قال محمد بوكو، عضو تنسيقية متابعة الشأن المحلي بالدريوش إن «التنسيقية صعدت من أشكالها الاحتجاجية بعدما استنفذت كل طرق الحوار، ولذلك فهي تدعو السلطات فورا إلى التراجع عن قرار ترحيل بعض المصالح الخارجية إلى منطقة أخرى، مشددا في تصريح ل«المساء» على أن «هذه السياسة التي تنهجها السلطات ستؤدي إلى مضاعفات خطيرة». وختم بوكو تصريحه بالتأكيد على «أن حجم السكان الذين يشاركون في المسيرة يعبر عن مدى السخط على الأوضاع بالمدينة».