كما قلنا سابقا، فالنفاخ الرئوي هو تضخم دائم وغير عادي للفراغات الهوائية التي تلي الشعيبات الهوائية الطرفية، وهذا التضخم يكون مصحوبا بتدمير الجدران، دون وجود تليف ظاهر، إذ إن الكلمة اللاتينية «emphysème» مشتقة من كلمة يونانية بمعنى «النفخ في» أو بمعنى آخر محتوية على هواء أو منتفخة بالهواء، وقد كانت الكلمة اللاتينية تستعمل، في البداية، للتعبير عن وجود هواء في الأنسجة، مثل وجود هواء في النسيج تحت الجلد. الأعراض -أغلب المرضى بالنفاخ الرئوي يدخنون 20 سيجارة يوميا لمدة 20 سنة أو أكثر، قبل أن تظهر عليهم أعراض المرض الشائعة من ضيق التنفس والكحة. -من الشائع أن يأتي المريض في العقد الخامس، وهو يشكو من كحة -سعالا بببلغم أو مرضا صدريا حادا، وتكون الكحة عادة أسوأ في الصباح ويخرج معها كمية قليلة من البلغم عديم اللون بسبب الالتهاب الشعبي المزمن المصاحب، -تمثل صعوبة التنفس أهم الأعراض، وغالبا ما تظهر في العقد الخامس أو السادس، إذ يشعر المريض بضيق في التنفس لأقل مجهود، حين ينقص الحجم الزفيري القسري في ثانية واحدة إلى 30%، -يحدث أزيز عند بعض المرضى، وخاصة عند الإجهاد واشتداد الحالة. -مع تقدم المرض، يصبح اشتداد الحالة على فترات أقصر، كما قد يحدث زراق، -النقص الشديد ل«ألفا 1»، المضاد للتريبسين، يؤثر بدرجة أساسية على الرئتين والكبد، والمرضى الذين يكون لديهم تماثل في العوامل الوراثية يحدث عندهم نفاخ عند أقل من 50 سنة في قاعدة الرئتين. العلامات -تكون علامات النفاخ البسيط والمتوسط بالفحص الطبي غير واضحة نسبيا بالمقارنة مع العلامات التي تكون واضحة ومحددة تماما في الحالات الشديدة. -وجود تعجر في الأصابع (hippocratisme digitale)، وهو علامة للنقص المزمن في أكسجنة الدم (نسبة الأوكسجين في الدم)، -يزداد معدل التنفس مع زيادة شدة المرض واستعمال العضلات التنفسية الإضافية، -في المراحل المتقدمة للمرض، يحدث زراق، كما قد يلاحظ وجود ودمة طرفية (œdème périphérique)، -قياس الوقت الزفيري القسري يكون سهلا وبجانب السرير، وهو يشير إلى انسداد شديد بتدفق هواء الزفير عندما يزيد على 6 ثوان، -فحص الصدر يشير إلى زيادة الانتفاخ ويظهر تشوه بالقفص الصدري (والذي يشبه فيه الصدر شكل البرميل)، كما يوجد أزيز، وينتشر نقص أصوات التنفس مع زيادة الرنين عند الطرق على الصدر، وتحدث إطالة في الزفير. الأسباب -تدخين السجائر يشكل، إلى حد بعيد، عامل الخطورة البيئي الوحيد لحدوث النفاخ الرئوي، -التعرض لأبخرة الكيماويات السامة من الأسباب التي قد تؤدي إلى النفاخ الرئوي، -الأسباب الوراثية، كما هو الحال في نقص «ألفا 1»، المضاد للتريبسين، -2% من الأشخاص المدمنين مصابون بالنفاخ نتيجة حقن مواد الإدمان في الوريد، -في متلازمة نقص المناعة الذاتية، يحدث تحطم فقاعي في قمة الرئتين وسطحها، -أمراض النسيج الضام (maladies du tissu conjonctif) مثل مرض تهدل الجلد، والذي يميزه ظهور المريض في شيخوخة مبكرة، وهو مرض خلقي، ويورث بطرق عديدة (سائدة ومتنحية). وقد وصف النفاخ الرئوي المبكر (l'emphysème précoces) كمرض مصاحب لتهدل الجلد مبكرا عند الأطفال حديثي الولادة، ويشمل تولدَ هذا المرض خللٌ في تكوين الألياف المرنة، و يوجد عند 10% من المصابين ب»متلازمة مارفان»Le syndrome de Marfan. يتبع... أخصائي في الأمراض التنفسية والحساسية والشخير وانقطاع التنفس خلال النوم