علمت «المساء» أن صلاح الدين مزوار رفع اجتماع المكتب التنفيذي للحزب قبل موعد نهايته وترك القاعة غاضبا بعد مشادة كلامية حادة بين عضوي المكتب خيري بلخير ومحمد بنطالب. وكشف مصدر مطلع داخل المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن الحزب لم ينظم الخلوة التي كانت مقررة يومي 20 و21 يناير الجاري كما كان مقررا. وعزا المصدر ذاته إلغاء الخلوة إلى تخوف قيادة الحزب من إثارة بعض المواضيع التي تعتبرها حساسة من قبيل مالية الحزب، إضافة إلى تفرغ أعضاء المكتب التنفيذي لدراسة التصريح الحكومي من أجل تجهيز رد الحزب عليه. وأضاف المصدر ذاته أن اجتماع اللجنة المركزية للحزب، الذي كان مقررا في 28 يناير الجاري، أصبح مهددا بعد عدم توصل أعضائها بأي دعوة لحضور أشغالها قبل 15 يوما من انعقادها كما ينص على ذلك القانون الداخلي للحزب. وأكد المصدر ذاته أن مشادة كلامية شديدة اللهجة بين عضوي المكتب التنفيذي خيري بلخير ومحمد بنطالب إثر اتهام الثاني الأول بتسريب كواليس اجتماعات المكتب التنفيذي إلى الصحافة، مطالبا إياه بدعوة الصحافة إلى حضور أشغال المكتب. وأضاف أن هذا الأمر دفع برئيس الحزب صلاح الدين مزوار إلى رفع الجلسة وغادر القاعة غاضبا دون تحديد أي موعد لاحق للاجتماع. وأشار المصدر ذاته إلى أن بلخير طالب بنطالب بالاعتذار عن تلك الاتهامات وعن اتهامه بتكليف أحد الموظفين بجمع معطيات حول الفريق النيابي للحزب داخل مجلس المستشارين، وهو ما اعتبره هذا الأخير عملا عاديا ويدخل في إطار مهامه الحزبية، مضيفا أن قيادة الحزب أجلت عقد الخلوة لأنها تتخوف من إثارة أعضاء المكتب التنفيذي بعض الملفات الحساسة كملف اللائحة الوطنية التي أثيرت حوله عدة اتهامات وتشكلت من أجل التحقيق فيه لجنة ترأسها وديع بنعبد الله. وأقر المصدر ذاته أن حزبه يعاني من خلل منذ الانتخابات الأخيرة وأنه يجب على الذين ساهموا في ظهور هذا الخلل أن يعتذروا للحزب ويغيروا من سلوكاتهم التي أدت بالحزب إلى الهزيمة خلال انتخابات 25 نونبر الماضي. وأضاف أن الغاضبين داخل المكتب التنفيذي للحزب يريدون الإصلاح ولا يهمهم القيام بانقلاب ضد القيادة الحالية التي يجب عليها أن تتدخل وتقدم تفسيرات للملفات التي طرحت حولها التساؤلات، وخاصة تلك المرتبطة بمالية الحزب وكيفية صرف أموال الدعم الذي قدمته وزارة الداخلية للحزب خلال الانتخابات الأخيرة.