حضر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أمس متأخرا إلى صلاة الاستسقاء بمسجد حسان، ولم يتوجه إلى الصفوف الأمامية ليكون إلى جانب وزرائه الذين حضروا، وهم أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وامحند العنصر وزير الداخلية، والشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية . صلاة بنكيران في الصفوف الخلفية قد يكون مردها عدم جواز تخطي رقاب المصلين للوصول إلى الصفوف الأمامية، لذا صلى إلى جانب بعض الشيوخ الشرفاء الذين دعوا له بالتوفيق في مهمته الجديدة. وبدا بنكيران جد متأثر وخاشعا خلال دعاء الاستسقاء، بل بكى في بعض اللحظات. وبعد الانتهاء من الصلاة، انصرف بنكيران عائدا على وجه السرعة على متن سيارة الدولة رفقة السائق الرسمي، وهو ما جعل العديدين يفاجؤون بمجيئه غير المرتقب. وكان الموكب الرسمي لصلاة الاستسقاء قد انطلق صباح أمس الجمعة من أمام المسجد الأعظم الكائن بباب شالة قرب مقر المجلس العلمي المحلي في اتجاه مسجد حسان إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كلما قل وانحبس المطر عن الناس واشتدت الحاجة إليه. وقد انطلق الموكب الرسمي، الذي تقدمه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومحمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، وحسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وعبد الله كديرة رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، قبل أن يجد امحند العنصر والشرقي الضريس في انتظاره بمسجد حسان. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت أن صلاة الاستسقاء ستقام بمختلف جهات وأقاليم المغرب، تنفيذا لأمر أمير المؤمنين الملك محمد السادس. من جهة أخرى، أنقذ عبد الإله بنكيران وزيره في التعليم المدرسي الاستقلالي محمد الوفا، من محرقة كاد سيذهب ضحيتها أعضاء في التنسيقية الوطنية للمجموعات المقصية من الإدماج الخاص بأساتذة التربية غير النظامية وسد الخصاص ومحو الأمية. إذ انتقل رئيس الحكومة على وجه السرعة رفقة صديقه عبد الله بها إلى مقر الوزارة عندما أخبره الوفا باقتحامها من طرف المعطلين أعضاء التنسيقية الوطنية، الذين كانوا يهددون بإحراق أنفسهم. وحضر إلى جانب بنكيران وباها كل من محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووزير التربية الوطنية محمد الوفا، والباشا محمد ركراكة. وحسب شهود عيان، فقد تمكن أعضاء التنسيقية الوطنية من اقتحام ملحقة الوزارة واحتلال سطح البناية، قبل أن يشرع بعضهم في سكب البنزين على أجسادهم استعدادا لحرق ذواتهم. ولم يحل تدخل رجال الأمن من إقدام بعض أعضاء التنسيقية على إحراق ذواتهم، حيث تم نقل ثلاثة أفراد إلى مستشفى ابن سينا لعلاجهم من الحروق التي أصيبوا بها. ووفق محمد الرايسي، المكلف بالتواصل في التنسيقية الوطنية، فإن إقدام أعضاء التنسيقية، التي تكونت بعد توحد أربع مجموعات (المشعل، التضامن، التنمية، الوحدة) على إحراق جماعي لأنفسهم تقف وراءه حالة اليأس التي يعيشونها بعد إقصائهم من الإدماج ضمن محضر 20 يوليوز، رغم توفرهم على الشروط المطلوبة والمتمثلة في أقدمية سنتين من العمل والحصول على شهاد ة الإجازة، مشيرا إلى أنه مقابل إقصائهم كانت هناك عملية توظيف وإدماج مشبوهة لغرباء لا تتوفر فيهم الشروط التي ينص عليها المحضر. إلى ذلك، تمكن بنكيران من إقناع أعضاء التنسيقية بفك اعتصامهم وإخلاء مبنى ملحقة وزارة التعليم، بعد أن وعدهم بأنه سيتم حل مشكلتهم وتسوية وضعيتهم خلال الأيام القادمة، رافضا تسلم ملفهم.