قدم عبد المالك افرياط، عضو الفريق الكونفدرالي بمجلس المستشارين، استقالته من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، احتجاجا على ما اعتبره أوضاعا تنظيمية متردية تتخبط فيها نقابة الأموي. وحسب مصادر مطلعة، فإن افرياط وجه رسالة مطولة إلى المكتب التنفيذي للكونفدرالية، كشف من خلالها عن الأسباب الحقيقية التي حدت بالأموي في أبريل الماضي إلى اتخاذ قرار الانسحاب من مجلس المستشارين، من بينها الخلافات التي طفت على السطح بين أعضاء المجموعة النيابية الكونفدرالية وعدم انتظام لقاءاتهم الداخلية. كما نفت الرسالة أن يكون قرار الانسحاب من البرلمان قد جاء فعلا احتجاجا على مجرد كونه مؤسسة مزورة أو عديمة الجدوى. وتأتي استقالة هذا العضو في أعقاب النقاش الذي دشن به عدد من المستشارين التسعة المنسحبين من مجلس المستشارين الدخول الاجتماعي الحالي، بالدعوة إلى العدول عن قرار الانسحاب والرجوع مجددا إلى قبة البرلمان، كنتيجة لعدم حصول أي تفاعل في ما يخص قرار الانسحاب، الذي لم يؤد إلى النتيجة التي كانت مرجوة منه ولم يخلف أي تأثير على المشهد السياسي. إلى ذلك، أشهر عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفرالدية الديمقراطية للشغل، ورقة الطرد من الكونفدرالية في حق أي مستشار يلتحق بالبرلمان الذي سيفتتح دورته الخريفية الجمعة القادم. وأوضح الزاير، في تصريح ل«المساء»، أنه إلى حد الآن كل ما قيل عن قرار التراجع عن قرار الانسحاب يبقى مجرد كلام، وأنهم داخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية ينتظرون موعد الجمعة لمعرفة من سيتراجع عن القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع من لدن المجلس الوطني في أكتوبر الماضي ومن سيبقى وفيا لذلك القرار، مضيفا في السياق ذاته أن الانسحاب من المجلس قرار نهائي غير قابل للمراجعة حتى ولو توصلوا من لدن مجلس المستشارين بدعوة رسمية لحضور هذه الجلسة. ووصف الزاير النقاش الذي أثاره غالبية المستشارين المنسحبين بلعب الصغار. من جانبه، أكد محمد دعيدعا، عضو الفريق الكونفدرالي والقيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، أنهم ينتظرون بدورهم الدخول السياسي وافتتاح الدورة البرلمانية الخريفية. وأشار دعيدعا في تصريح ل«المساء» إلى أن الدعوة التي سيتوصلون بها من لدن رئيس مجلس المستشارين ستكون بمثابة رفض للاستقالة التي أودعوها سابقا بمكتب المجلس، مضيفا أنه يتعين في هذه الحالة على المكتب التنفيذي للكونفدرالية الأخذ بعين الاعتبار بهذا المستجد واتخاذ القرار المناسب، خاصة وأن قرار الانسحاب من المجلس لم يؤد إلى النتيجة التي كانت مرجوة منه. وأضاف دعيدعا، في السياق ذاته، أنه في حالة إذا لم يتم اتخاذ قرار رسمي من قبل المكتب التنفيذي، فإن كل عضو من أعضاء المجموعة النيابية سيتخذ الموقف الشخصي الذي يناسبه. من جهته، عبر مصطفى عكاشة، رئيس مجلس المستشارين، عن تفاؤله بأن يلتحق غالبية الفريق الكونفدرالي المنسحبين، وأوضح، في تصريح ل«المساء»، أنهم داخل المجلس تركوا الوضع عما هو عليه، ولم يبتوا في الحين في رسائل الاستقالة، وأنهم سيوجهون مراسلات رسمية إلى هؤلاء البرلمانيين لحضور افتتاح الدورة الخريفية التي ستنطلق الجمعة القادم، والتي سيترأسها الملك.