منعت السلطات المغربية، أول أمس، عضو البرلمان الأوربي والسياسي الإسباني الموالي لجبهة البوليزاريو وايلي ميير، من دخول مدينة العيون، حيث حل بمطارها قادما من جزيرة لاس بالماس بأرخبيل جزر الكناري، رفقة المحامي خوسي بيريث فينتورا، إذ ينتميان معا إلى حزب اليسار الموحد الإسباني. وأكدت مصادرنا أن السلطات المغربية قررت منع الإسبانيين من دخول العيون بعدما تنبهت إلى أنهما يعتزمان إثارة البلبلة في المدينة المغربية، تزامنا مع يوم انطلاق الحملة الإسبانية. وزعم ميير لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية تعرضه لاعتداء من طرف المصالح الأمنية المغربية خلال محاولته نزول سلالم الطائرة. وعلمت الجريدة أن كايو لارا، المنسق الفيدرالي لحزب اليسار الموحد، وجه يوم أمس رسالة إلى وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون، ترينيداد خيمينيث يطالبها فيها بتوجيه مذكرة احتجاجية إلى نظيرها المغربي، وللحكومة المغربية. من جهتها نفت مصادر مسؤولة للجريدة تعرض وايلي ميير لأي اعتداء، مضيفة أنها «تدرك جيدا مراميه، وأنها طالبته بالعودة إلى الطائرة للرجوع إلى مطار لاس بالماس»، ووفق المصادر ذاتها فإن المئات من المواطنين الإسبان يصلون إلى مطار مدينة العيون ويدخلون المدينة دون أي مشاكل تذكر، وأضاف المتحدث «أن هذا الشخص معروف بافتراءاته، ويبالغ في أقواله بخصوص منعه من دخول مدينة العيون». من جهتهم أوضح مراقبون إسبان أن ما أقدم عليه عضو حزب اليسار الموحد يأتي في سياق محاولة إعادة التوتر مجددا إلى العلاقات المغربية الإسبانية، خصوصا في هذه الفترة التي تعرف الجارة الشمالية، حملات انتخابية تمهيدا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 20نونبر الجاري. وأضاف المتحدثون أن ورقة نزاع الصحراء أو الهجرة السرية تعتبر دائما من بين أبرز النقاط التي تعتمد عليها الأحزاب اليمينية، والجهات الموالية لجبهة البوليزاريو للتأثير على الناخب الإسباني»، كما أنها جاءت لتخيم بظلالها على الاجتماع المرتقب يوم الجمعة المقبل بين وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية خيمينيث، وبين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس، وهو الاجتماع الذي أثار قلق البوليزاريو لأنه سيستفسر عن سبب تماطل الجبهة في التوصل إلى حل لنزاع الصحراء. وسبق لممثل آخر يدعى ويلي توليدو، أن وجه في مناسبات سابقة نفس الاتهامات بالاعتداء عليه في مدينة العيون عندما كان يحاول تصوير ناشطين صحراويين مساندين لجبهة البوليساريو الانفصالية، بعيد نزولهم من الطائرة في مطار العيون الذي وصلوا إليه بعد مشاركتهم في ندوة حول حقوق الإنسان في الصحراء، نظمت في الجزائر. وادعى الممثل الإسباني الذي انتقل إلى مدينة العيون، حينها، مرفوقا بكاراميلو راميريث، رئيس ما يسمى «فدرالية مؤسسات التضامن مع جبهة البوليساريو لدعم الناشطين الصحراويين»، أن عددا من عناصر الشرطة المغربية انهالوا عليه بالضرب، وهو ما نفاه المسؤولون المغاربة.