دعا متدخلون، في ندوة نظمها اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة بجهة الغرب الشراردة بني احسن بغرفة التجارة والصناعة بالقنيطرة، الجهات الوصية إلى اعتماد مقاربات مختلفة في معالجة ظاهرة الشغب في الملاعب الوطنية. وأجمع المشاركون في هذه الندوة، بينهم صحفيون وأساتذة جامعيون وباحثون في علم الاجتماع، على أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لفرملة صناع الشغب في الملاعب، واعتبروا تعريض المشاغبين للعقوبات الزجرية السالبة للحرية أمرا مجانبا للصواب، طالما أن هناك حلولا بديلة. وقال الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري إن الحاجة أضحت ماسة إلى السوسيولوجيا لتدبير قضايا الشغب وفهمها الفهم الصحيح، وأضاف أن الاستمرار في إنتاج قوانين بدون إنجاز دراسات وأبحاث علمية لن يقود إلا إلى إنتاج نفس العطب، مشيرا إلى أن المغرب سيكون على مواعيد مقلقة مستقبلا مع العنف لسوء الأحوال الاجتماعية، واستقالة المؤسسات عن أداء مهامها وأدوارها، وتغييب المقاربة التربوية الثقافية الاجتماعية المنسجمة، باعتبار أن الشغب الرياضي ملمح من ملامح الاحتجاج الاجتماعي بالمغرب، والذي لا يمكن للجواب الأمني القمعي الحد منه أو استئصاله، حسب قوله. وأوضح الدكتور العطري، خلال هذه الندوة التي تخللتها شهادات حية لكل من المعلق الرياضي عبد الحق الشراط والإطار الوطني عبد القادر يومير، أن المشاغب لا يتحمل وحده مسؤولية العنف الذي يقع داخل الملاعب أو خارجها، وقال إنه من غير المنطقي إعلان الإدانة منذ البدء في حق المشاغب دون الغوص في أعماق الأسباب الدافعة وسبر أغوارها وفق منهج علمي سليم، واستطرد موضحا «فالمشاغب يتعرض للعنف منذ ولوجه إلى الملعب، سيما في غياب المرافق والتجهيزات الضرورية، وتكريس بنية الملعب للفوارق الطبقية». من جانبهما، أجمع عزوز شخمان، الصحفي بالإذاعة الوطنية، ومصطفى البيوضي، مراسل قناة الكأس القطرية، في مداخلتهما، على وجود عوامل عديدة تساهم في تأجيج الوضع واحتقانه، وحملا جهات عدة مسؤولية العنف الذي يقع داخل الملاعب الرياضية، بينها فئة المسيرين والحكام ورجال الأمن واللجنة المنظمة، وأضافا أن تردي البنيات التحتية للملعب وفوضى التنظيم وغياب وسائل الراحة تكون في عدة مناسبات دوافع أساسية لإنتاج العنف.