تم، قبل أيام، قطع أكثر من نصف متر من أمعاء طفلة لم تبلغ الرابعة من العمر بعد، في إحدى المصحات بالدار البيضاء، نتيجة خطأ طبي ارتكبته مصحة في المحمدية عندما لم تشر إلى وجود التهاب، أو ما شابهه، في الزائدة الدودية للصغيرة رغم الفحص بالأشعة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى بداية شهر شتنبر عندما أحست ضحى بنرحمون بألم حاد جعلها، حسب تصريحات والدها، لا تتوقف عن التقيؤ. وعند نقلها إلى الطبيب المختص، أمر الأخير العائلة بإجراء تحاليل طبية للصغيرة، ليتبين له بعدها أن سبب محنتها هو «ميكروب» يوجد في جهازها البولي. وأخبر الطبيب العائلة بأن الحالة المتدهورة لصغيرتها تستدعي عرضها على مصحة خاصة في مدينة المحمدية ذاتها، وهو ما امتثلت له على الفور. إلا أنه وبعد المكوث في المصحة المذكورة أربعة أيام، يقول والد الضحية، لم يطرأ أي تحسن على حالة ابنته، بل الأكثر من هذا أن المؤشرات كانت توحي بتدهور حالتها الصحية يوما بعد آخر، وهو الأمر الذي دفع بطبيبها، الذي عرضت عليه أول مرة، إلى معاودة فحصها، حيث أخبر العائلة من جديد بأن الصغيرة مصابة بداء السكري، وبناء عليه تم حقنها بدواء «الأنسولين» لثلاث مرات. ظلت الصغيرة ضحى تبكي جراء الآلام التي كانت تزداد يوما بعد آخر، ولم ينفع في علاجها دواء السكري الذي تم وصفه لها ولا المضادات الحيوية التي تناولتها دفعا لما قيل إنه «ميكروب» في جهازها التناسلي؛ فتم نقلها، بناء على تعاليم الطبيب ذاته، إلى إحدى المصحات المشهورة بالدار البيضاء. وعند وصول الصغيرة ضحى، وكانت في حالة صحية متدهورة، أسرع الأطباء بفحصها، فتبين لهم منذ الوهلة الأولى أن الأمر لا يعدو أن يكون التهابا في الزائدة الدودية للصغيرة. وحيث إنه كان هنالك تأخر ملحوظ في مواجهة حالتها منذ اليوم الأول لسقوطها طريحة فراش المرض، فقد تطلب الأمر إخضاعها لعملية جراحية. تم خلالها قطع حوالي 60 سنتيمترا من أمعائها، وذلك لاجتثاث بؤرة الالتهاب وتبعاتها. ومباشرة بعد العملية الجراحية، توقفت ضحى عن البكاء، وبدا لأطبائها تحسن تصاعدي لصحتها، واستمرت في التعافي يوما بعد آخر إلى أن غادرت المصحة نهار أمس الاثنين، وهي بصحة جيدة، يقول الوالد أحمد بنرحمون، الذي أضاف أن نجاة ابنته من مخالب موت محقق أنساه القيمة المالية الباهظة للعملية الجراحية، البالغة حوالي 40 ألف درهم، إلا أنه لم ينسه حقن «الأنسولين» وغيرها من الأدوية التي وصفت لها وكأنها حقل تجارب.