دخل مئير شتريت، وزير الداخلية الإسرائيلي المزداد بالمغرب والمنحدر من إحدى أكبر العائلات اليهودية المغربية، إلى سباق خلافة إيهود أولمرت على زعامة حزب «كاديما» وعلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد إعلان أولمرت الانسحاب من الساحة السياسية بسبب تهم الفساد التي لاحقته في المدة التي خلف فيها أرييل شارون على كرسي رئاسة الوزراء وزعامة حزب «كاديما» الذي تأسس سنة 2005. ويبلغ مئير شتريت 59 سنة، وهو حاصل على دبلوم جامعي من إحدى جامعات إسرائيل، وقد سبق له أن تقلد العديد من المناصب الرسمية منها 7 حقائب وزارية منذ سنة 1999، أهمها المالية والداخلية التي مازال يحمل حقيبتها في الحكومة الحالية، كما سبق له أن كان أمين مال صندوق الوكالة اليهودية بين سنتي 1988 و1992. هذا، ويتنافس مئير شتريت، الذي رفض الانسحاب من السباق بالرغم من حظوظه الضعيفة في الفوز، مع كل من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المرجح فوزها ووزير الدفاع السابق شاوول موفاز وآفي ديشتر وزير الأمن الداخلي، في وقت أشار فيه استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الجمعة إلى حصول ليفني على 47% من نوايا التصويت مقابل 32% لموفاز وزير النقل حاليا، فيما أعطاها استطلاع آخر نشرته صحيفة «معاريف» 46% من الأصوات مقابل 28% لموفاز. هذا، وقد أفادت وكالة الأنباء الفرنسية في قصاصة إخبارية من القدس بأنه ينتظر أن يشارك نحو سبعين ألف عضو مسجل في الحزب أمس الأربعاء في انتخابات تمهيدية هي الأولى لحزب كاديما، وافتتح الحزب 114 مركز اقتراع في كافة أنحاء البلاد، فيما احتل المرتبة الأخيرة في استطلاعات الرأي كل من مئير شتريت وآفي ديشتر، في حين اعتبر عضو الكنيست ونائب وزيرة الخارجية مجلي وهبه أن «الصوت العربي سيكون له تأثير، إذ إن العرب يشكلون نسبة 20% من المنتسبين ومعهم الشراكسة المسلمون في تحديد من سيكون رئيس الحكومة القادمة». إلى ذلك، تشير أغلب مقالات الصحف العالمية إلى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، 50 عاما، المعروف ببراغماتيتها في قضايا عدة من بينها عملية السلام والملف النووي الإيراني، تعد الأوفر حظا للفوز في الاقتراع وهي تتنافس مع شاوول موفاز وزير الدفاع الأسبق الذي يوصف ب«صقر الحزب» الذي يدعو إلى الخيار العسكري ضد إيران ويرفض أية تسوية مع سوريا ويدعو إلى شن عمليات التصفية ضد قادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس». معلوم أن الفائز في هذا الاقتراع سينافس زعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود، الذي ترجح استطلاعات الرأي الأخيرة فوزه، وبعد استقالة أولمرت سيمهل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلفه على رأس كاديما 42 يوما لتأمين غالبية برلمانية محددة ب61 من أصل 120 نائبا في البرلمان، وإذا فشلت هذه المحاولة أيضا يمكن أن يتقرر إجراء انتخابات مبكرة مطلع 2009، فيما تنتهي الولاية التشريعية الحالية مبدئيا أواخر العام 2010.