انتقلت عدوى الاستقالات، على بعد شهرين من موعد أولى انتخابات تشريعية في ظل الدستور الجديد، إلى حزب الاستقلال بمدينة سلا، بسبب حروب التزكيات، بعد أن قرر نحو 15 عضوا من أعضاء المجالس المنتخبة بدائرة سلاالجديدة، وفرع الحزب بجماعة عامر، مغادرة الحزب والالتحاق بحزب الاتحاد الدستوري، مما قد يؤثر على حظوظ الحزب في النزال الانتخابي ل25 نونبر القادم. وحسب مصادر استقلالية، فإن الأعضاء الخمسة عشر، الذين يتقدمهم الحليفي قدادرة، رئيس الجماعة القروية عامر، وعضو مجلس العمالة، وجهوا رسالة استقالتهم من الحزب، يوم الجمعة الماضي، إلى عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، مشيرة إلى أن الاستقالة جاءت على خلفية رغبة قيادة الحزب جهويا ووطنيا في تزكية عمر السنتيسي، رئيس مقاطعة العيايدة بسلا، وشقيق صهر عباس الفاسي، الأمين العام لحزب «الميزان»، وكيلا للائحة الحزب بدائرة سلاالجديدة برسم انتخابات مجلس النواب القادمة. ووفق المصادر ذاتها، فإن مغادرة الحزب تأتي في ظل أجواء الاحتقان التي عاشها حزب الوزير الأول في الأسابيع الماضية في إطار الصراع القائم بين الاستقلاليين ومفتش الحزب خالد الطرابلسي. وبعد تهديد قدادرة بمغادرة الحزب نحو وجهة حزبية أخرى في حال تزكية السنتيسي القادم إلى الحزب من الحركة الشعبية. وأرجع المستقيلون مغادرتهم حزب علال الفاسي، حسب رسالة الاستقالة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إلى قيام مفتش الحزب بحملة لفائدة السنتيسي كمرشح للحزب بدائرة سلاالجديدة دون استشارة القواعد بكل من عامر وبوقنادل والعيايدة والقرية والسهول، و«عدم التدخل في النزاع القائم بين الاستقلاليين على صعيد مدينة سلا، والذي يؤثر سلبا على المجهود الذي نقوم به على صعيد الأحزاب، مما نضطر معه إلى دخول الاستحقاقات بألوان مختلفة، وتضيع منا عدة مقاعد في محطات مختلفة». كما تأتي الاستقالة «تضامنا مع «إخواننا في مقاطعتي العيايدة والقرية بعد الإنزال المفاجئ لمرشح خارج مناضلي الحزب بعمالة سلا»، وإلى «التعيين المفاجئ لمفتش الحزب من خارج مناضلي الحزب بعمالة سلا». وفيما تعذر الاتصال بمفتش الحزب بسلا لمعرفة وجهة نظره، قال قدادرة في اتصال مع «المساء إن «هناك من يريد السطو على نضالات الاستقلاليين بالمدينة لفائدة ملتحقين جدد بالحزب، لذا كان من الطبيعي، بعد أن لم نعد نشعر بالاطمئنان، وأن نضالاتنا لم تعد تحظى بالتقدير، ألا نستمر في حزب يقوم بتقديم منطق المصاهرة على منطق النضال»، مشيرا إلى أنه تلقى عروضا من أحزاب عدة، لكنه اختار الالتحاق بالاتحاد الدستوري.