عاش ركاب القطار القادم من «عين السبع» (الدارالبيضاء) في اتجاه مدينة الجديدة، ليلة أمس، لحظات عصيبة بسبب تأخر القطار، الذي كان من المفترَض أن يحضر في الساعة السابع و15 دقيقة، لكنه لم يحضر إلا في حدود الساعة الثامنة وخمس دقائق ليلا. وقد احتجّ الركاب وزبناء المكتب الوطني للسكك الحديدية بقوة على «اللا مبالاة» التي قالوا إنهم عومِلوا بها من طرف المسؤولين عن محطة «عين السبع»، حيث أكدوا، في عريضة توصلت بها «المساء»، تم توقيعها في عين المكان، أن رئيس المصلحة رفض حتى التجاوب معهم لشرح أسباب ذلك التأخير الطويل. كما احتج الركاب، بشدة، على طريقة تعامل الموظفين العاملين في المحطة، التي وصفوها في تصريحاتهم لدى وصولهم إلى محطة الجديدة في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، بالحاطة من كرامة المواطن المغربي. وقد تم نقل الركاب الغاضبين من جديد إلى محطة البيضاء -المسافرين وطُلب منهم النزول لانتظار القطار، الذي سيُقلّهم إلى الجديدة: «إذا كنت ترضى لبناتك وزوجاتك وأولادك مثل هذه الحالة فماذا عسانا أن نقول؟».. عبارة وجّهها أحد الشبان لمدير المكتب الوطني للسكك الحديدة، لخّص من خلالها الحالة المزرية التي عاشوها تلك الليلة، وهي الحالة التي أكد مرتادو ومستعملو القطار الرابط بين البيضاءوالجديدة أنها تتكرر دائما. وقد عبّر عدد من الآباء الذين كانوا في انتظار بناتهم وأبنائهم في محطة الجديدة، بعد تأخر القطار، عن استنكارهم ما وصفوه ب»الحكرة» لمدينة الجديدة، التي تُخصَّص لها قطارات لا علاقة لها بالقطارات التي تنقل باقي المغاربة في باقي المدن المغربية، كما استنكروا التأخر المتكرر لهذه القطارات. وقد صب المواطنون جام غضبهم على السلطات الوصية وعلى المجلس البلدي، الذي قالوا إنهم يتساهلون في التعاطي مع هذا الموضوع ولا يولونه الأهمية اللازمة. وقد صادف احتجاج المواطنين وجود أحد نواب رئيس المجلس البلدي، الذي كان ابنه من بين ركاب القطار وذاق «مرارة» تلك الليلة العصيبة. وزادت معاناة المواطنين والمواطنات بعد وصولهم إلى المحطة المتواجدة في منطقة خلاء ومظلمة وفوجئوا بتواجد عدد قليل من سائقي سيارات الأجرة، الأمر الذي اضطر معه بعضهم إلى «الاستنجاد» بأصدقائهم وذويهم للتكفل بنقلهم من المحطة إلى بيوتهم. ولم يجد بعض الموظفين الذين تحدثوا إلى الركاب الغاضبين طريقة لإسكاتهم غير إرجاع ثمن التذكرة إلى من أراد ذلك. وقد رفض عدد كبير من الركاب استرجاع ثمن التذكرة وتشبثوا بطلب إعادة الثقة إلى المواطنين في هذه المؤسسة والتعامل معهم باحترام وكذا بإصلاح خدمات خط السكة الحديدة الرابط بين الدارالبيضاءوالجديدة.