انسحب فريق المعارضة في المجلس البلدي لمدينة الجديدة، المشكَّل من حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية وعضو من الحزب العمالي، كما انسحب النائب الثاني لرئيس المجلس، خليل برزوق، من أشغال دورة المجلس البلدي، التي انعقدت أمس في مقر البلدية لإتمام أشغال الدورة العادي، التي انطلقت منذ يوم الخميس، 28 يوليوز المنصرم. وقد جاء هذا الانسحاب احتجاجا على ما ضمّتْه النقطة السابعة من جدول أعمال الدورة من تفويتات لبقع وأراض تابعة للملك الجماعي، والمتعلقة بتفويت العقار المسمى «فور أفريك»، المتواجد بشارع محمد الخامس، وقطعة أرضية في المنطقة الرابعة والخامسة من المدار الحضاري وتفويت قطع أرضية في المنطقة الثالثة لفائدة مالكين مجاورين وتعويض ورثة أحد الأشخاص عن عقار، كما أكد النائب الخامس للرئيس، محمد الغرباوي، في اتصال ب«المساء»، أن غيابه عن دورة المجلس يأتي احتجاجا على استمرار الرئيس في سياسة تفويت لأراضي الجماعة. واعتبر الحمولي، عن حزب الاستقلال، استمرار المجلس في سياسة تفويت أراضي وممتلكات الجماعة أمراً غيرَ مقبول تماما ولن يخدم البلدية بقدر ما يعود بالنفع على بعض «المحظوظين» من المقاولين والمستثمرين في مجال العقار، وقال الحمولي إن سياسة التفويتات ستُفرغ الجماعة من وعائها العقاري تدريجيا، والذي يتربص به سماسرة التفويتات، مؤكدا أن المعارضة اقترحت في تدخلاتها حول هذه النقطة التفكير في صيغ جديدة، كإنشاء مركّبات سكنية أو مشاريع مدرة للدخل على ميزانية الجماعة بدل التفويت الذي نعلم الطرق التي يتم بها، وقال الحمولي إن المجلس لم يهيئ حتى التوضيحات اللازمة والمعلومات الضرورية عن البقع التي عزم على تفويتها. ومن جانبه، قال لحسن مقبولي، عن حزب العدالة والتنمية، إن انسحابهم من أشغال الدورة هو تعبير صريح عن رفض فريق المعارضة تفويت ممتلكات الجماعة بهذه الطرق واحتجاجا على عدم استعمال مسؤولي البلدية وسائل الإيضاح لتحديد أماكن تواجد هذه البقع التي يريدون تفويتها. وأضاف مقبولي أن الميثاق الجماعي ينُصّ، بالحرف، على حسن تدبير ممتلكات الجماعة، لكن المجلس الجديد لا يتقن سوى سياسة التفويتات لممتلكاته، وأكد مقبولي أن المعارضة اقترحت، أكثر من مرة، على المجلس الاجتهاد والبحث عن صيغ أخرى لاستثمار هذه البقع بدل اختيار طريق التفويت الذي يطرح أكثر من تساؤل حول المستفيدين منه. من جانبه، اعتبر رئيس المجلس البلدي، عبد الحكيم سجدة، انسحاب المعارضة انسحاب سياسويا، مؤكدا أن التفويتات تدخل في إطار تسهيل المأمورية على عدد من المستثمرين وأن البقع المعنية تعتبر أراضي ميتة وبقايا أراض وغير صالحة للبناء ولن تفيد البلدية إذا بقيت «واقفة»، وقال سجدة إن المجلس يفوت هذه البقع والأراضي بأثمنة السوق وليس بأثمنة تفضيلية في إطار الاستفادة من عائداتها بدل تحولها إلى مزابل أو بقع مهجورة وسط المدينة. كما عرفت الدورة احتجاج فريق المعارضة بشدة على النائب الأول للرئيس، المصطفى أبا تراب، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بعد تفوهه بكلمات ساقطة ونابية في وجههم أثناء تدخله، إذ نعت البعض ب«الحمير» ونطق بعبارات نابية من قبيل «سيرو تقو....». وقد هاجم أبا تراب مراسل «المساء»، محاولا الاعتداء عليه جسديا، بعد أن وجه له كلمات نابية لمحاولة منعه من تصوير أشغال الدورة، ولولا تدخل بعض الأعضاء وبعض المراسلين لنفذ اعتداءه أمام أعين السلطات المحلية... وقد عبّر عدد من أعضاء المجلس عن تضامنهم اللا مشروط مع مراسل «المساء». وفي عريضة استنكارية، عبّرَ عدد من مديري الجرائد الجهوية والصحافيين والمراسلين والمستشارين في المجلس من المعارضة والأغلبية وممثلي أحزاب عن تضامنهم مع مراسل «المساء» في الجديدة، مستنكرين هذا السلوك، الذي لا يشرّف مجلس المدينة.