كان «قريدة» من المجرمين الذين يدخلون في خانة «خطير جدا» بمدينة تيفلت، بحكم أنه يعتبر من بين المجرمين الذين لهم سوابق عدلية في جرائم تهم بالأساس، الاختطاف والاحتجاز وهتك العرض باستعمال القوة والعنف، إذ روع المدينة وساكنتها بأفعاله الإجرامية الخطيرة التي لم تستثن الشبان والشابات، وبسببه تم شن حملات تمشيطية مكثفة ومدققة بغرض إلقاء القبض عليه وتقديمه للعدالة بعد أن وردت على مصلحة الضابطة القضائية مجموعة من الشكايات تتعلق باعتراض السبيل والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والاحتجاز وهتك العرض وكلها شكايات ضد مجهول. تمكنت عناصر الضابطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن الوطني بتيفلت، من اعتقال المدعو «قريدة»، الذي يعد من أخطر المجرمين الذين دوخوا الجميع وكان سببا في اقتراف جرائم الاختطاف وهتك العرض والاغتصاب والاعتداء بالسلاح الأبيض في حق العديد من الضحايا من الجنسين، والذي كان مبحوثا عنه، وتمت إحالته على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بتهمة الاختطاف تحت التهديد بالسلاح الأبيض، الاحتجاز، وهتك العرض بالعنف، والابتزاز، والسرقة واستهلاك المخدرات وحمل السلاح الأبيض. شكايات ضد مجهول بعد تقاطر الشكايات, والتي كانت في الغالب تسجل ضد مجهول، عقدت العناصر الأمنية اجتماعات مكثفة وجادة، بغرض تكثيف الحملات اليومية في جميع الأحياء وفي الدور والمنازل التي هي في طور البناء وفي «المنبت» الغابوي الذي يوجد في مدخل المدينة، بغرض الحد من تلك الجرائم التي أصبحت تؤرق الساكنة وأهل الضحايا الذين لم يتقبلوا أن يتم الاعتداء على فلذات أكبادهم، وخاصة الفتيات اللواتي كن من بين الضحايا الذين يعتدي عليهم المدعو «قريدة» والذي روع المدينة وساكنتها بأفعاله الإجرامية الخطيرة التي لم تستثن الشبان والشابات. الحملات استمرت أزيد من أسبوع كامل من التحري والبحث والاعتماد على كل معلومة أو تشابه في الأوصاف التي تم الإدلاء بها من طرف المشتكين دون جدوى خاصة أن الجاني كان يقوم بأفعاله في لحظات محددة دون إثارة الانتباه ثم يفر إلى وجهة مجهولة، لتبقى الأمور لدى المحققين معقدة من أجل إسقاط المتهم في قبضتهم وتقديمه للعدالة. الاهتداء إلى أحد المشتبه فيهم بناء على الأوصاف المدلى بها من طرف ضحاياه، وبعد الأبحاث المسترسلة التي تجندت لها المصالح الأمنية، تم الاهتداء إلى أحد المشتبه بهم، المفرج عنه حديثا من السجن من أجل السرقة بالعنف، والذي تمت مراقبته مراقبة لصيقة ومستمرة، مكنت من إيقافه بحي النهضة بتيفلت، وتم العثور بحوزته على سكين كبيرة الحجم شبيه بالسيف وشفرة للحلاقة وقطعة من مخدر «الشيرا». ليتم نقله مباشرة إلى منزل عائلته الكائن بحي السلام, وأثناء عملية التفتيش، تم العثور على سكين ثانية طويلة، ليتم حجز الجميع لفائدة البحث. مباشرة بعد ذلك تم استدعاء الضحايا أصحاب الشكايات سالفة للذكر، فتعرفوا على الجاني، مؤكدين أنه نفس الشخص الذي اعتدى عليهم وسلبهم أموالهم وحاجياتهم واعتدى عليهم جنسيا بدون رحمة أو شفقة وبأسلوب تهديدي خطير ينم عن خطورة أفعاله الإجرامية، التي اعترف بها جملة وتفصيلا وببرودة دم. اعترافات خطيرة أفاد المشتبه فيه، وبعد تشديد الخناق عليه باستدعاء الشهود والمحجوزات التي وجدت بحوزته، وكذا سوابقه العدلية المسجلة لديه، في اعترافاته بأنه نظرا إلى سوء ظروفه الاجتماعية، فإنه يكن الكراهية والحقد للناس وبدون تمييز. الشيء الذي دفعه إلى الانتقام من ضحاياه دون أدنى إحساس بالرحمة. واعترف الجاني المسمى «ح. ب» من مواليد 1988 والملقب ب«قريدة» بكل تلقائية وببرودة دم، بأنه اختطف أحد الشبان البالغ من العمر23 سنة الذي كان رفقة أصدقائه وهددهم بالاعتداء عليهم إذا لم يدعوه وشأنه واحتجزه بالخلاء وهتك عرضه مرتين مستعملا أسلحة بيضاء لتهديده. وبنفس الطريقة التي تعتمد على التهديد باستعمال القوة والعنف، قام أيضا بهتك عرض إحدى الفتيات من مواليد 1985 والتي تربص لها واختطفها إلى مقبرة الأموات بتجزئة «الدالية» ومارس عليها الجنس بطريقة شاذة مرتين وبدون رضاها، حيث كان يهددها بطعنها إن لم تستجب لرغبته المكبوتة، موضحا لها وبنبرة كلها سخط وكراهية أنه عائد للسجن رغم توسلها إليه من أجل إطلاق سراحها.