عبد المولى الزاوي «ارتباك وعدم روية لدى الجهات المسؤولة عن وضع الامتحانات»، كان هذا لسان حال الآباء والعديد من الأطر التعليمية التي التقتها «المساء». المناسبة هي الامتحان الجهوي الموحد لنيل شهادة السلك الإعدادي دورة يونيو 2011، والمكان هو جهة الدارالبيضاء، أما المشكل فيتمحور حول الارتباك الذي طبع عمل اللجنة التي وضعت أسئلة الامتحان الخاص بتلاميذ مستوى الثالثة إعدادي في مادة الاجتماعيات. في حيثيات القضية، وحسب ورقة الامتحان الجهوي، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، طُلب من التلاميذ كتابة موضوع مقالي في مادة التربية على المواطنة، إذ جاء السؤال مركبا على الشكل التالي: أكتب موضوعا مقاليا توضح فيه: 1- دور المغرب في تشجيع الحوار بين الأديان السماوية 2- أكتب مذكرة إعلامية معززة ببراهين وحجج تحث فيها على أهمية قبول الاختلاف والتعايش بين الديانات السماوية. الخطأ الفادح هنا، حسب العديد من الأطر التربوية، هو أن الموضوع المقالي يتكون من مقدمة وعرض وخاتمة، والحال أنه تستحيل الإجابة في موضوع مقالي واحد، عن سؤال مركب من ضلعين لا جامع بينهما، بحيث يعتبر كل ضلع في سؤال مادة التربية على المواطنة سؤالا مستقلا بذاته، ويحتاج بالتالي إلى إجابة خاصة به، لذا فالمسؤولية الكبرى عما وقع تتحملها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى». إن فداحة الخطأ تكمن في كيفية التعاطي معه لمعالجته، إذ عوض أن تتدخل الجهات المسؤولة في الوقت المناسب، وتطلب إلغاء الشق الثاني من سؤال مادة التربية على المواطنة، يقول أحد أساتذة مادة الاجتماعيات، فقد ارتأت هاته الجهات نفسها أن تتدخل في مرحلة التصحيح، ووضعت لذلك خطة تقضي بمنح نقطتين لكل تلميذ لم يجب أصلا عن السؤال المطروح، بل تمت دعوة الأساتذة المصححين إلى اعتماد الموضوع الأفضل في حال ما أجاب التلميذ عن شقي السؤال بشكل منفصل. هكذا، إذن، أثار الخطأ في وضع سؤال مادة التربية على المواطنة، الخاص بالامتحان الجهوي الموحد، حفيظة آباء التلاميذ وأوليائهم، بل والعديد من الأطر التربوية التي تعمل في القطاعين العام والخاص، إذ أقر الجميع بأن برمجة امتحان مادة الاجتماعيات، حيث يوجد السؤال الخطأ، في اليوم الأول من الأيام الثلاثة للامتحان، كان نذير شؤم على التلاميذ، وانعكس سلبا على تعاطيهم مع باقي المواد، لاسيما، يقول ع. ع الإطار التربوي: «يوم الامتحان هو يوم معركة مع الذاكرة بالنسبة إلى المتعلم، ومن شأن أي خطأ في التعاطي مع التلميذ في اليوم ذاته أن يربك حساباته ويؤثر سلبا على عطائه، فكيف إذن بطرحٍ خاطئ لسؤال في مادة أساسية.. النتائج السلبية تفصح عن كل شيء».