أفادت معطيات حصلت عليها «المساء» بأن منتخبا جد نافذ ببلدية سبت جزولة قام باحتواء أزمة إضرام المواطن سلام العلولي النار في جسده احتجاجا منه على التمييز، الذي تمارسه السلطات الترابية والمنتخبة في محاربة البناء العشوائي، وذلك بالتقرب من عائلة الضحية وإقناعها بطمس الملف وعدم اللجوء إلى القضاء ودعوتها إلى رفض مساندة حركة 20 فبراير والمنظمات الحقوقية لهذه القضية، التي أودت بحياة مواطن بريء وفقير يعيل أسرته الصغيرة من أشغال البناء التي كان يقوم بها قيد حياته. واستنادا إلى تحريات دقيقة قامت بها منظمات حقوقية بمنطقة سبت جزولة، فقد توصلت إلى أن منتخبا نافذا بهذه الجماعة قدم مبلغا ماليا قدره 4 ملايين سنتيم لعائلة الفقيد مقابل شراء صمتها وعدم إثارة الملف من ناحية قانونية أو حقوقية، بعدما تصاعدت في الأيام القليلة الماضية حركة احتجاج واسعة مع قضية الضحية سلام العلولي، وسعي العديد من جمعيات المجتمع المدني وحركة 20 فبراير ومنظمات حقوقية إلى إبراز ظروف وملابسات وفاة العلولي ودعوة لجان التفتيش المركزية التابعة لوزارة الداخلية إلى التدخل العاجل لوقف فضائح تدبير ملف البناء العشوائي بالمنطقة. من جهة أخرى رفعت حركة 20 فبراير شعارات منددة بتحكم عائلة استقلالية معروفة بالمنطقة في دواليب تسيير جماعة سبت جزولة لأزيد من 40 سنة، خلال مسيرات شعبية حاشدة بكل من جزولة ومدينة آسفي، فيما أصدر مركز حقوق الناس بيانات ورسائل رسمية موجهة إلى وزير الداخلية ووالي جهة عبدة دكالة بخصوص تفاقم البناء العشوائي وصمت السلطات الترابية والمنتخبة عما أسماه بفضائح التعمير، التي تطال تجزئات ومشاريع تجارية بعينها ببلدية سبت جزولة، صدرت فيها قرارات بالهدم ولم تفعل لوجود أسماء نافذة تحمي خروقات البناء العشوائي والتطاول على الملك العام. واستنكرت العديد من المنظمات الحقوقية في اتصالها ب«المساء» إسكات العائلة الصغيرة لسلام العلولي بالمال وشراء صمتها وتخويفها من تداول ملف معيل الأسرة وسط الأوساط الحقوقية والقانونية، مضيفين أن سلام العلولي توفي نتيجة شعوره ب«الحكًرة» من أن الرؤوس الصغيرة والفقيرة هي التي تدفع ثمن محاربة البناء العشوائي في وقت تستفيد فيه الأسماء الكبيرة من إعفاء تام من المحاسبة والمراقبة لتصاميم البناء سواء على مستوى التجزئات السكنية بجزولة أو على مستوى المقاهي التي تترامى على الملك العام في محيط المحطة الطرقية. وفيما أكد مستشار بمكتب مجلس بلدية جزولة في اتصال ل«المساء» به خبر توصل عائلة الضحية العلولي بمبلغ 4 ملايين سنتيم من قبل مستشار جماعي، رفضت في المقابل دنيا كاريم، رئيسة بلدية سبت جزولة، الحديث في موضوع العلولي والبناء العشوائي بمنطقتها عبر الهاتف، مضيفة: «خاص الصحافي يجي لعندي نتفاهم معاه والهدرة ماشي في التيليفون»، حسب قولها.