قام مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للدستور ب«احتلال» ساحة 16 غشت التي كانت حركة 20 فبراير في وجدة تعتزم استغلالها كمنطلق لمسيرتها، قبل الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد، 19 يونيو الجاري، بعد أن نصبت فيها مكبرات الصوت الضخمة أطلقت أغاني وطنية وتوقفت فيها سيارات مزينة بالأعلام الوطنية، قبل أن تلتحق بها فرق فلكلورية (لعلاوي، كناوة وعيساوة) رقص على أنغامها المتظاهرون احتفالا بالخطاب الملكي وتأييدا لمضامينه ونادوا بحياة الملك ودعوا إلى التصويت ب«نعم» على الدستور الجديد للمملكة. وفي حوالي الساعة السادسة مساء، تجمهر أعضاء حركة 20 فبراير والمساندين لها والمتعاطفين معها في الساحة المواجهة لمدخل قصر البلدية، غير بعيد عن ساحة 16 غشت، حيث لم يكن يفصلها عن تظاهرة المؤيدين للدستور إلا بعض الأمتار، قبل أن تنتقل إلى ساحة جدّة، ثم منها إلى مفترق الطرق في شارع محمد الخامس، حيث استقر المتظاهرون، الذين فاق عددهم 1000 متظاهر، وسط حصار مكثف واستنفار قوي لمختلف الأجهزة الأمنية، من عناصر التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة ورجال الأمن. وذكّرت شعارات متظاهري الحركة بالمطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المعروفة، ومنها مواصلة النضال والتظاهرات السلمية وإسقاط حكومة الفاسي ورفض الدستور الجديد ومحاربة الفساد والرشوة ومحاسبة المفسدين وضمان الحريات العامة وإلغاء المهرجانات واسترداد الأموال المنهوبة... رددوا خلالها شعارات صاخبة وقوية، من قبيل «لا لا للدساتير في غياب الجماهير» و«الحركة كتفضحْ والبلطجية كتشطحْ»، «الشعب يريد من قتل الشهيد» و«أولاد الشعب قمعتوهوم والبلطجية حميتوهومْ»... وقد مرت الوقفات والمسيرة الاحتجاجية لحركة 20 فبراير في أجواء مضطربة، بعد محاولة بعض عناصر المجموعة المؤيدة للدستور «اقتحام» وقفة حركة 20 فبراير والاعتداء على المشاركين فيها، مع استعمال السب والشتم ووصف أعضائها بجميع النعوت، حيث تدخلت قوات الأمن وحاصرت المتظاهرين من كلا الجانبين، الأمر الذي دفع متظاهري حركة 20 فبراير إلى تغيير مكان وقفتهم ويتحركوا نحو ساحة جدة، في مسيرة أربكت حسابات قوات الأمن، التي حاولت «محاصرتها»، لينفذ المتظاهرون وقفتهم في ساحة جدة، قبل أن تقرر الحركة السير في شارع محمد الخامس، الأمر الذي جعل قوات التدخل السريع تهرع، مرة أخرى، في كلّ الاتجاهات، لمنعها من ذلك، قبل أن تتوزع المظاهرة إلى جموع، اضطرت بعدها قوات الأمن وقوات التدخل السريع إلى طلب المزيد من الدعم، وهو ما تم بالفعل. وقد تميزت وقفات حركة 20 فبراير بمشاركة مكثفة لأعضاء جماعة العدل والإحسان وممثلي تنسيقية حركة 20 فبراير وممثلين عن لجنة الدعم، المكونة من أحزاب النهج الديمقراطي والطليعة واليسار الاشتراكي الموحد ومن فعاليات نقابية وحقوقية وجمعوية، والتحق بهم عدد كبير من المواطنين، تعاطفوا معهم ورددوا شعاراتهم، وسط إنزال قوي ومكثف لرجال الأمن وعناصر التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة، الذين عانوا كثيرا في سبيل محاصرة المظاهرة ومنع المتظاهرين من السير، بل وقع تدخل عنيف في حقهم، أصيب خلاله أحد المتظاهرين بضربة قوية من «هراوة» في رأسه، نقل بعد ذلك، في حالة حرجة، إلى مستعجلات المركز الاستشفائي «الفارابي» في وجدة، إضافة إلى اعتداء لفظي بعبارات نابية في حقّ ناشطة أمام ابنها الشاب.