في إطار فعاليات تخليد الذكرى ال55 لتأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (AMEJ) وتماشيا مع الأدوار المنوطة بالجمعية في مجال تأطير قطاع الطفولة والشباب ومساهمة منها في النقاش الوطني المفتوح حول الشباب ومساهمتهم في التغيير، تنظم الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ندوة وطنية حول «الشباب والتحولات المجتمعية في المغرب»، تحت شعار «الشباب روح التغيير». وستعرف الندوة التي تقام يوم السبت، 4 يونيو الجاري، في القاعة الكبرى لعمالة سلا، ابتداء من الساعة ال3 والنصف بعد الزوال، مشاركة كل من إدريس بنسعيد، محمد زرنين ومحمد الساسي. وجاء في أرضية النقاش أنه «لا يوجد الشباب المغربي في قلب التحولات الاجتماعية الكبرى، التي تعرفها البلاد، تحولات ارتبطت بالمنظومات الاجتماعية، الأنساق، الهياكل التأطيرية، بنيات التنشئة الاجتماعية، الأفكار، السلوكيات، القيم والتمثلات... وأكثر من ذلك فإذا جاز لنا القول إن البداية الكبرى لهذه التحولات كانت مع صدمة المجتمع المغربي تجاه الظاهرة الاستعمارية وأثرها على تفكيك البنيات الاجتماعية القديمة، فهل يمكن أن نعتبر بروز ظاهرة «الشباب»، كمرحلة وكسلوكيات، هي نفسها، وليدة هذه التحولات وإحدى أكبر تمظهراتها؟ ثم ما هي خصائص جيل الشباب الحالي؟ وما هي طبيعة التحديات التي ستطرح عليه؟ صحيح أنهم يحملون مهارات ورأسمالا ثقافيا أعلى من الجيل السابق، المالك لمناصب الشغل المتوفرة، لكن الرهان هو: هل سيتم استخدام هذا الرأسمال البشري والثقافي على الوجه الأمثل؟ أم سيبقى الحال على ما هو عليه؟... على أن التحدي بالنسبة إلى المغرب المعاصر هو كون القوى التي يمكن أن تنتج آليات الإدماج تعرف، بدورها، مشاكل عدة (الأحزاب، النقابات، الجمعيات...). وبما أن طبيعة التجمعات البشرية تخشى الفراغ، فهناك احتمال كبير في حالة النقص الكبير في الموارد المؤسساتية والمدنية، المعدة لإدماج الفاعل الجديد (الفرد الحضري الشاب والمتعلم) لأن يتم اللجوء، مجددا، إلى إعادة إنتاج التقليد وتعبئة القيم الدينية، كما فعل المغاربة بشكل شبه حدسي في مختلف مراحل تاريخهم، خصوصا في فترات الأزمات الكبرى. وهكذا فإن الاختيار الديمقراطي، بما يعنيه من تعددية وإقرار لدولة القانون وتوسيع فضاءات المشاركة المواطنة، لا يشكل بالنسبة إلى المغاربة اليوم مجرد ركوب موضة دولية، بل يكاد يكون ضرورة وجودية ومجتمعية إذا كانوا لا يريدون أن يأخذ التحول أوجها كارثية... تفترض كل الاختيارات السياسية للدولة في السنوات القادمة وكل البرامج والمشاريع وأنماط التعبئة أن تستحضر هذا البعد الإستراتيجي: خلق المناخ والبيئة الأمثلين لإدماج الشباب في الدورة الاقتصادية، مجتمعيا وثقافيا وسياسيا». وأشار المنظمون إلى أن «رهان مواطنة الشباب يتطلب مرافقتهم وتربيتهم ليتحولوا إلى مواطنين لديهم المعلومات الكافية والضرورية للتفكير في ما هو منتظَر منهم، لكي يقبلوا عليه بمسؤولية وبوعي بحقوقهم وواجباتهم، فداخل المدرسة يمكننا القول إن تكوين المواطن متضمَّن في بناء المعارف، لكن السؤال هو هل مدرستنا، بل ومختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية، تقدم لتلامذتها المعارف والمهارات التي يحتاجونها للعب دور فعال داخل المجتمع؟ إن السؤال هنا، إذن، هو سؤال المرجعيات، المرجعيات التربوية، القادرة على إعادة تشكيل التمثلات وعلى تحفيز الممارسة، مرجعيات التربية على المواطنة... فإذا كانت هذه الحركات الاحتجاجية للشباب تعبّر، في حد ذاتها، عن التحول في أشكال الانتفاضات والقلاقل، إلى أشكال الاحتجاج السلمي ذي الصيغ الجديدة، فإن من المهم التذكير بأن الشباب كانوا، دائما، يشكلون العمود الفقري لكل الانتفاضات الحضرية الكبرى التي عرفها المغرب، انطلاقا من أحداث 23 مارس 1965 في الدارالبيضاء، وصولا إلى أحداث دجنبر 1990 في فاس، مرورا بأحداث يونيو 1981 ويناير 1984 في الدارالبيضاء. فما هي، إذن، أبرز التحولات الاجتماعية والثقافية أو ما يمكن أن نطلق عليه الاتجاهات الوازنة التي يمكن اعتبارها صانعة لمغرب اليوم، والتي كان للشباب فيها تأثير كبير في ما سيكون عليه مغرب الغد؟».