يسير الوضع السياحي في طنجة نحو مزيد من التردي، وهو ما دفع عددا من الجمعيات الفاعلة في هذا المجال إلى التفكير في تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية، تنديدا بما تسميه «السياسة الخرقاء التي ينهجها المجلس الجهوي للسياحة». وفي الوقت الذي يقول فيه فاعلون سياحيون إنهم يتعرضون للابتزاز، فإنهم في الوقت نفسه فضلوا عدم الكشف عن طبيعة هذه الابتزازات، ومنحوا مهلة للمجلس الجهوي للسياحة من أجل إعادة تنظيم هذا القطاع الذي يعاني من ترد غير مسبوق في طنجة. وكان رئيس المجلس، رشيد بوستة، فجر قبل بضعة أسابيع مفاجأة غريبة حين أعلن، في حوار صحافي، أنه سيعمل على إعادة «النشاط» إلى ساحة الثيران في «بلاصا طورو»، عبر إعادة إحياء «رياضة» مصارعة الثيران فيها من أجل جلب السياح، خصوصا الإسبان. وقال بوستة إن من شأن إعادة هذا «النشاط» إلى طنجة أن يجلب المزيد من السياح، على الرغم من أن تصريحه تم من دون أية استشارة للفاعلين السياحيين، الذين يرون أن هناك أسبابا كثيرة للتردي السياحي في طنجة. محاولة بوستة التعلق بقشة الثيران لإنقاذ السياحة في طنجة، يدحضها واقع فنادق كثيرة في طنجة أصبحت تعتمد على الدعارة الرخيصة من أجل جلب الزبائن، وعدم صيانة عدد من الفنادق، مما أدى مؤخرا إلى وفاة أحد النزلاء في مصعد، وهي أشياء لن تصلحها قرون الثيران الإسبانية. ووجه خالد الطاسي، نائب رئيس جمعية الفاعلين السياحيين بطنجة، انتقادا إلى رئيس المجلس الجهوي رشيد بوستة، وقال إنه لم يقم بأي أنشطة سياحية منذ انتخابه على رأس المجلس. وأضاف الطاسي، في تصريح ل«المساء»، أن الأنشطة السياحية داخل المدينة منعدمة، وأن المجلس لم يتخذ أي مبادرة لتقوية السياحة والنهوض بها في هذه المدينة، التي كانت تحطم أرقاما قياسية في هذا المجال. وأشار نفس المصدر إلى أن ضعف التجربة لدى رئيس المجلس، وعدم إلمامه بمشاكل هذا القطاع وطرق حلها، ستعمق من مشاكل هذا القطاع الحيوي داخل المدينة. وكان الصراع على أشده داخل الجمعية أثناء انتخاب رئيسها، إذ تم الطعن في ترشح بوستة على رأس الجمعية، بعدما وجهت إليه اتهامات تتعلق ب«تزوير بيانات الترشيح»، زاعما أنه هو صاحب فندق «شهرزاد» ، بينما يقول المحتجون إن الفندق هو في ملكية وزير سابق. غير أن القشة التي قصمت ظهر البعير، هي أن مقر الجمعية يوجد بفندق شهرزاد، أي نفس الفندق الذي يسيره بوستة، وهذا فيه خرق فاضح للقوانين المعمول بها في هذا المجال. بعض أعضاء الجمعية، يتهمون أيضا رئيس المجلس الجهوي للسياحة، بأنه وراء تحجيم دور مجموعة من الفاعلين في الميدان السياحي، كما يعمل على «ترهيبهم» و«ابتزازهم»، على حد وصفهم، ويدعي خلال مواجهته مع الأعضاء بأن له علاقة مركزية نافذة. وفي الوقت الذي تعاني فيه السياحة بطنجة من تدهور كبير ويحاول بوستة إنعاشها عبر محاولة استيراد رياضة مصارعة الثيران، التي يتم منعها في إسبانيا تدريجيا، فإن هناك تحركا من طرف فاعلين سياحيين من أجل إعادة السياحة في طنجة إلى سكتها الطبيعية، بعد أن صارت فنادق كثيرة تعيش من الدعارة، وصارت عملية خفض أو رفع نجوم أي فندق من الفنادق تعتمد على المزاجية والمحسوبية وليس على منطق السياحة.