حصلت «المساء» على «رزمة» جديدة لاستقالات من حزب الأصالة والمعاصرة بالعاصمة العلمية، كل منها يتضمن «دوافع» ل«مغادرة طوعية» من شأن استمرارها أن يفرغ الحزب من «النواة» الأساسية التي انطلق بها منذ البداية. وتتزامن هذه الموجة مع محاولات تقوم بها قيادة هذا الحزب من أجل إعادة هيكلته على الصعيد الجهوي، بعدما تقرر حل كل هياكله بسبب تداعيات «أزمة» اقتحام مقر كتابته الجهوية من قبل أعضاء غاضبين. وبلغ عدد الاستقالات، التي توصلت «المساء» بنسخ منها، حوالي 16 استقالة. وقالت المصادر إن «أفواجا» من المنخرطين في كل من المكتب المحلي ل«جنان الورد» و«سايس» و«المرينيين» و«المدينة العتيقة» بعثوا برسائل استقالاتهم من صفوف الحزب عبر «الفاكس» مباشرة إلى الأمين العام محمد الشيخ بيد الله. وتحدث عبد اللطيف الرفيق، عضو المكتب الإقليمي للحزب، في استقالته، عن «عقلية استبدادية تريد أن تسير وتدبر الشؤون الداخلية للحزب بثقافة الردع والتهديد والافتراءات». وقال إن «طنين» وثيقة تقرير الخمسينية وتقرير هيئة الإنصاف والمصالحة كاد يفقد نشطاء الحزب حاسة سمعهم، لكن «فلسفة محتويات الوثائق بعيدة كل البعد عن الأشكال والممارسات المتبعة من لدن المتحكمين في دواليب الحزب». وأوضح المستشار الجماعي محمد الويزي، في استقالته، أن الحزب بجهة فاس بولمان «أصبح ضيعة تسيّر حسب أهواء شخصين»، مضيفا بأن دور المسؤولين الحزبيين اقتصر فقط على «التملق» لما سماها «الأقلية المسيرة» لقضاء أغراض خاصة، مما أفقد الحزب، حسب تعبيره، كثيرا من إشعاعه. ووصف هذا المستشار الجماعي عطاء فريق الحزب بالمجلس الجماعي للمدينة ب«الكارثي» منذ دورة فبراير من السنة الماضية، وهي الدورة التي شهدت «حربا» كلامية بين أنصار العمدة وحزب «البام» بسبب قرارات جماعية لمنع الخمور والشيشا. وسجل عبد الإله القونتي، وهو حرفي تقليدي شاب، في استقالته، على أن ما دفعه إلى «المغادرة» كونه أصبح «مقتنعا» بأن حزب الأصالة والمعاصرة هو «حزب كباقي الأحزاب السياسية المشجعة على العزوف السياسي». وأشار إدريس بريكة، في معرض استقالته التي وجهها إلى الأمين العام للحزب، إلى أنه أرفق وثيقة الاستقالة ببطاقة الانخراط. فيما ذكر سعيد العروسي، في استقالته، بأن صدمته كانت كبيرة بانخراطه في حزب «البام»، معتبرا بأن هذه التجربة دفعته إلى الابتعاد عن السياسة. وبرر محمد المسكيني استقالته ب«التماشي» مع «رغبة الشارع المغربي»، متهما، في الوقت ذاته، قياديين للحزب بالجهة ب«ممارسات سلطوية» و«خالية من المسؤولية».