ألقت عناصر فرقة الشرطة القضائية بأمن بنمسيك، زوال الثلاثاء الماضي، القبض على خمسة أشخاص ضبطوا في حالة تلبس وهم يقومون بخلط مشروب غازي تابع لشركة كوكولا مع مشروب آخر بالإضافة إلى كمية من الماء، وتم اعتقال المتورطين الذين -حسب مصادر أمنية- بوشر التحقيق معهم في الحادث، وقد أحالت عناصر القسم القضائي الخامس التابعة لمنطقة أمن بنمسيك الخميس الماضي، المتهمين على النيابة العامة من أجل خيانة الأمانة والنصب والغش في مواد استهلاكية، فيما لازال البحث جاريا عن عناصر أخرى متابعة في القضية، وعند تعميق البحث مع المتهمين تبين أنهم يقومون بهده العملية لإعادة مجموعة من القارورات المحصل عليها من وراء الغش وإرجاعها إلى مستودع الشركة واستبدالها بعدد مماثل قصد تسويقها وبيعها لأصحاب المحلات والمتاجر والمقاهي من أجل الحصول على المنفعة مادية. وكان شريط فيديو قد توصلت به «المساء» يظهر أن ثلاثة شبان يقومون بعملية «غش» خلف شاحنة مملوءة عن آخرها بقنينات المشروبات الغازية الفارغة وتابعة لشركة رائدة متخصصة، وتتجلى عملية «الغش والاحتيال» التي يظهرها شريط الفيديو بوضوح في أن الأشخاص الثلاثة يعمدون إلى ملء قنينات المشروبات الغازية المصنوعة من الزجاج بمزيج من الماء والمشروب الغازي الأصلي، ليتم دسه بعناية فائقة مع باقي القنينات التي ستوزع فيما بعد على المحلات التجارية، كما أن تلك القنينات لم يجر تنظيفها بل إن الأشخاص المعنيين يقومون بحركات يدوية دقيقة تجعل المستهلك لا ينتبه إلى كون القنينة مغشوشة الصنع وغير نظيفة وهو ما يظهره الشريط بالتفصيل. ويوضح الشريط أن الأشخاص الموقوفين هم من ذوي الخبرة الطويلة في هذا المجال بالنظر إلى الكيفية التي تتم بها عملية الملء، ابتداء من مسح القنينة وإغلاقها بطريقة محكمة لا تظهر أنها كانت مستعملة. كما يبين الشريط أن عملية إعادة ملء القنينات الزجاجية تتم بطريقة غير صحية، لا تراعي سلامة المواطن، كما أن المكان كان متسخا بعيدا عن الأنظار إذ يظهر في الشريط أن أحد الأشخاص يمسح غطاء القنينة من الداخل بأصبعه وهي العملية التي تتكرر إلى آخر الشريط والآخر يشرب من القنينة المملوءة للتأكد من جودة المشروب. وأفاد شهود عيان ل«المساء» أن الشاحنة التي تأكدوا أنها تابعة لشركة رائدة في توزيع المشروبات الغازية قد اعتادت الوقوف بالقرب من مدرسة أبو القاسم الشابي بقرية الجماعة باسباتة التابعة لعمالة مقاطعات بن مسيك سيدي عثمان وسط حي سكني، وأن أوقات التوقف غالبا ما تكون بعد الظهر، وهو الوقت الذي ربما يصادف وقت الراحة بالنسبة إلى سائق الشاحنة الذي يعمد حسب نفس المصادر باستمرار إلى القيام بهذه العملية بعيدا عن أنظار الشركة الموزعة للمشروب وبعيدا عن مسؤوليها حرصا على انتهاء المهمة بسلام مع تحصيل ربح إضافي. وأضافت المصادر ذاتها أن أولئك الأشخاص اعتادوا على التوقف بجانب المكان المذكور وتناول وجبة الغداء ولكن لا أحد كان يدري بما كانوا يقومون به، وقالوا «هذا العمل خطير ولا يمكن السكوت عنه لأنه يضر بصحة المواطنين، خاصة وأن المغاربة هم من أكثر مستهلكي المشروبات الغازية « وأضاف شاهد عيان آخر أن «هذه العملية لها أضرار ليس على صحة المواطن فحسب بل على اقتصاد الشركة والاقتصاد الوطني»، واسترسل قائلا: « إن مجموعة من الأشخاص أصبحوا مؤخرا يشتكون من تغير مذاق المشروب ولكن لم أكن أعلم بأن هذا الغش هو السبب». وفي نهاية المهمة يظهر في الشريط سائق الشاحنة وهو يؤدي مبلغ 100 درهم لأحد الأشخاص الذي سيعود لإكمال عمله مع سائق شاحنة أخرى مرابطة بنفس المكان. وفي اتصال هاتفي بمركز محاربة التسمم، صرحت رشيدة سليماني أنه في الحالة التي يكون فيها تبليغ من المواطنين عن أي حالة للغش في المواد الغذائية، فإن المصالح المكلفة هي التي تقوم بعملية المراقبة والتي تتجلى، حسب رئيسة مركز محاربة التسمم في وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة، وأكدت ل «المساء» أن الوكالة الوطنية للسلامة الغذائية هي التي تؤمن سلامة المواد الغذائية وكل المشروبات، لكي تكون صالحة للاستعمال والاستهلاك من قبل المواطنين، بالإضافة إلى الشركات الموزعة لتلك المشروبات، واسترسلت قائلة: «إننا كمركز مهمتنا متابعة حالات التسمم ومعالجتها ومراسلة الجهات المعنية لمباشرة التحقيق في حوادث الغش».