سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير الأول يخبر زعماء الأحزاب بأن الملك تعهد بضمان نزاهة انتخابات 2012 الأغلبية والمعارضة تؤكدان على ضرورة الإصلاحات ودعوات إلى التهدئة بين رفاق الهمة وإخوان بنكيران
أبلغ عباس الفاسي، الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال، زعماء أحزاب الأغلبية والمعارضة، الذين لبوا دعوته إلى اجتماع خاص عقد مساء أول الاثنين، أن الملك محمد السادس يتعهد بضمان نزاهة الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 2012، فيما يبدو أنه رسالة تطمين من أعلى سلطة في البلاد إلى بعض القوى السياسية المتخوفة. وكان لافتا خلال الاجتماع، الذي عقد بدون جدول أعمال، التوافق الذي ساد أوساط قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان على حاجة المغرب في الفترة الراهنة إلى إصلاحات سياسية ودستورية، وأنه آن الأوان لوقف التراجعات المسجلة منذ سنة 2007 في مختلف المجالات، خاصة المجال الديمقراطي. واستنادا إلى مصادر حضرت الاجتماع، فقد أكد أكثر من زعيم حزبي خلال تقييمهم الوضع العام على ضرورة إدخال إصلاحات جديدة تمكن المغرب من استعادة ريادته، مشيرة إلى أن النقاش الذي ساد خلال الاجتماع أظهر وجود توافق على أولوية وضرورة إدخال الإصلاحات، لكن دون أن يتم الاتفاق على محاور ومضمون تلك الإصلاحات. وحسب عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يتعين الخروج من المرحلة التي يعيشها المغرب حاليا، والمتسمة بالتراجع عن المسار الإيجابي الذي دخله البلد منذ التسعينيات من القرن الماضي، باعتماد الديمقراطية والوضوح ومعاملة كل الفرقاء السياسيين على حد سواء من قبل الإدارة، وتنظيم انتخابات نزيهة، مشيرا في اتصال مع «المساء» إلى أن»على المغرب أن يسترجع مكانته في مجال الديمقراطية لتفادي أي تأثير لما عرفته تونس ومصر من أحداث». وبرأي التهامي الخياري، الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية، فإن «هناك حاجة ماسة إلى إدخال إصلاحات سياسية ودستورية تمكن جميع المؤسسات وبدون استثناء من الاشتغال، وأن الظرف الدولي الحالي يفرض تسريع وتيرة الإصلاحات»، مؤكدا على «ضرورة الاتفاق بين مختلف الأحزاب والفاعلين السياسيين على إصلاحات للخروج بخريطة سياسية حقيقية، ومحاربة كل ما يشوه العمل السياسي، خاصة ظاهرة الترحال السياسي، التي لم يتم احترام القانون بخصوصها، بل تم التساهل معها في بعض الحالات». وفي الوقت الذي استعرض الوزير الأول، خلال العرض الذي قدمه سياسة الحكومة التي يقودها منذ الانتخابات التشريعية لسنة 2007 وتطورات القضية الوطنية، أشارت مصادر «المساء» إلى أن عددا من زعماء الأحزاب لم يخفوا خلال تدخلاتهم انتقادهم للاختلالات التي يشهدها المشهد السياسي، وفي مقدمتها ما سماها بنكيران تدخلات الحزب المعلوم والترحال السياسي. ولم يفوّت بعض زعماء الأحزاب، التي لبت دعوة الفاسي، مناسبة حضور قيادتي حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية لمحاولة رأب الصدع بينهما من خلال دعوة القيادتين إلى التهدئة ونزع فتيل التوتر . وفيما اتفق الوزير الأول مع ضيوفه على عقد اجتماع ثان لم يحدد موعد لتنظيمه، كشف مسؤول حزبي أن الأسابيع القادمة ستشهد تنظيم سلسلة لقاءات بين العديد من الأحزاب بخصوص طبيعة الإصلاحات السياسية والدستورية التي تقتضيها المرحلة الحالية.