خلقت امرأة فرنسية من أصول فيتنامية، الحدث بشارع باستور بطنجة، عندما بدأت تصرخ من نافذة منزلها الموجود في الطابق السابع لأحد العمارات، وتلقي بثيابها على الأرض، وهو ما جعل المئات من الناس، الذين تجمعوا لمتابعة هذا المشهد، يعتقدون أن هذه المرأة ستقدم على الانتحار. وكانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف من مساء يوم الجمعة الماضي، عندما تجمع مئات المارة، الذين كانوا يتجولون وسط المدينة، لمتابعة حية لعملية انتحارية مرتقبة. وتسبب هذا الوضع في عرقلة كبيرة لحركة السير، وبدأت أصوات السيارات ترتفع وهو ما خلق ارتباكا أمنيا واضحا في تلك اللحظة. ويشهد شارع باستور «البولفار» الرئيسي بالمدينة اكتظاظا كبيرا في هذه الساعة، إذ تكون حركة مرور السيارات صعبة للغاية وهو ما يخلق مشاكل كبيرة على مستوى السير. وفي الوقت الذي كانت أنفاس الناس محبوسة تجاه هذه الأجنبية، التي يناهز عمرها الثمانين عاما، فإنها خدعت الجميع بصراخها، إذ كانت تحاول الانتقال من شقتها إلى شقة أخرى في ملكيتها لكن بطريقتها الخاصة، وهي الطريقة التي زرعت الرعب في صفوف الناس المحتشدين وأوهمتهم بأنها ستنتحر. ونفت مصادر أمنية أن تكون هذه الأجنبية حاولت الانتحار، بل إن الأمر يتعلق بمحاولة ولوج إلى شقتها الثانية عبر النافذة، وهو ما جعل الناس يعتقدون أن هذه السيدة تحاول الانتحار تقول المصادر الأمنية. وقالت نفس المصادر إن هذه العجوز تعاني من أمراض عصبية ونفسية، وأنها في كل مرة تحاول الانتقال إلى منزلها الثاني تعمد إلى فتح النافذة والمرور عبر ممر سميك للدخول إلى الشقة الأخرى عبر النافذة. وكانت عناصر الوقاية المدنية، معززة بفرق للإنقاذ وسيارة إسعاف، وصلت إلى عين المكان بعدما توصلوا بمكالمة تفيد بوجود محاولة انتحار، غير أنهم عندما وصلوا وجدوا أن العناصر الأمنية نجحت في إقناع العجوز بالرجوع إلى منزلها، تجنبا لسقوطها على الأرض وهو ما كان سيودي بحياتها حتما. ويأتي هذا الحادث بعد ساعات قليلة من دفن جثمان الفتاة المنتحرة بحي الدرادب، وهو الحادث الذي ترك أسى عميقا لدى أسرة وأصدقاء الهالكة الذين شيعوا جثمانها ظهر يوم الجمعة الماضي نحو مقبرة المجاهدين.