أبدع الأطفال في وضعية صعبة بدار «البر والإحسان» بمدينة مراكش في إبراز مهاراتهم اليدوية في عدد من الحرف التي تلقوا فيها تدريبا بمركز التكوين لإدماج الأطفال في وضعية صعبة التابع للجمعية. وقدم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 سنة، في الامتحان التطبيقي للتخرج، الأسبوع الماضي، نماذج متنوعة في تخصصات التدبير المنزلي والنجارة الخشبية والحلاقة وكهرباء المباني والترصيص، لاقت إعجاب الحضور الكبير الذي حج إلى الدار لمتابعة حفل عرض منتوجات المستفيدين في الامتحان التطبيقي. وشهد الموسم الدراسي الحالي استفادة 183 طفلا من رواد دار جمعية «البر والإحسان» بمراكش من ورشات التكوين في سبعة تخصصات، يحتضنها مركز إدماج الأطفال في وضعية صعبة التابع للدار. وسيستفيد المتخرجون ومنهم أطفال وطفلات، من منح تشجيعية والمرافقة في حياتهم المهنية، حتى يتمكنوا من فتح ورشاتهم الخاصة. واعتبر أحمد البردعي، رئيس مجلس إدارة دار «البر والإحسان» بمراكش، أن «النتائج المحصل عليها من لدن أطفال مركز التكوين التابع للدار، هو نتاج عمل جميع الأطر الإدارية لجمعية الدار، والأطر التدريبية العاملة بمركز التكوين»، بالإضافة إلى «الدعم القوي الذي تتلقاه الدار من ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز والمحسنين»، يؤكد أحمد البردعي. وتهدف دار «البر والإحسان» بمدينة مراكش التي تعمل بنظام داخلي ونصف داخلي وآخر خارجي، إلى إيواء الأطفال في وضعية صعبة، وتجنيبهم أخطار الشارع والانحراف عبر جلبهم إلى الدار، ثم إخضاعهم للتكوين في عدد من التخصصات المهنية، حسب ميولاتهم الشخصية، بغرض تأهيلهم في عدد من الحرف التي تسمح لهم بالحصول على شغل قار، وتحقيق استقلاليتهم المالية عبر مداخيل مالية ثابتة، وهو ما يسمح لهم بالاندماج في النسيج السوسيو اقتصادي. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الداخلية للدار 144 طفلا، ويمكن مركز التكوين لإدماج الأطفال منذ افتتاحه في أكتوبر سنة 2007 من تكوين 448 مستفيدا، منهم 183 طفلا في الموسم الدراسي المنتهي، وفي موسم 2009-2010 استفاد من ورشات التكوين 112 طفلا وطفلة، موزعين على ست شعب، نالت من بينها شعبة التدبير المنزلي المرتبة الأولى في عدد المستفيدين ب27 طفلا، تليها شعبة كهرباء المباني ب20 مستفيدا، وتتبعها باقي الشعب الأخرى. وقد عرف عرض إنتاجات أطفال الدار استحسان آباء وأمهات وأوليات الأطفال، إذ عبرت أم إحدى التلميذات أنها سعيدة بما تراه بأم عينها، فبعدما لم تكن ابنتها تعلم في الطبخ والتدبير المنزلي إلا ما هو متعارف عليه لدى أقرانها، أضحت التلميذة «فاطمة» اليوم، تتفنن في عدد كبير من صنوف الطبخ بأنواعه التقليدية والعصرية، وهو ما جعل والدتها تذرف الدموع أمام الحاضرين فرحا بالمستوى الذي وصلت إليه فلذة كبدها.