كان يكفيه أن ينطق باسمه كاملا ليحاط بهالة من الوقار والاحترام والتملق. وكان يضطر أحيانا للتصريح بصفته بكونه من أطر المخابرات برتبة عميد. إنه «عبد الحي الفاسي الفهري» الرجل السبعيني الذي يقطن بدوار آيت عبو العنابر بدائرة العطاوية بإقليمقلعة السراغنة. لم يعتقد يوما أن الاسم الذي يستعمله سيكون سببا لإيقافه من طرف مصالح الدرك الملكي بقلعة السراغنة. كان «عبد الحي الفاسي الفهري» مزهوا بنفسه وهو يرى ضحاياه يتسابقون لتسليمه أموالهم. ازداد يقينه بنفسه كلما وقعت ضحية جديدة بين يديه، إذ كان يختار ضحاياه بعناية فائقة، مواطنون أوهمهم بقدرته على التوسط لهم لكراء الأراضي المخزنية بإقليمقلعة السراغنة. كانت البداية بشخصين أوهمهما أن نفوذه سيسهل عليهم كراء الأرض المسماة «بلاد تكلا»، التي تقدر مساحتها ب 30 هكتاراً بثمن 25 مليون سنتيم، لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مع دائرة الأملاك المخزنية مقابل تسليمه 75 ألف درهم من كل شخص كتسبيق في انتظار تسلم عقد الكراء الأصلي. أبرم الضحيتان معه عقدي سلف بمقدار 15 مليون سنتيم إلى حين تسلم العقد الأصلي، حيث طلب منهما تسليمه باقي المبلغ المقدر ب10 ملايين سنتيم. مرت الشهور التي وعد بها «عبد الحي الفاسي الفهري» الضحيتين لحصولهما على العقد النهائي لاستغلال الأرض، لكنه لم يلتزم بتعهده فأثار شكوك الضحيتين اللذين طالباه بإرجاع أموالهما، لكن «عبد الحي الفاسي الفهري» رفض إرجاع المبالغ المالية، وهدد الضحيتين باستغلال نفوذه لأنه حسب قوله من عائلة الفاسي الفهري، وإطار بالمخابرات المغربية لن تعوزه الوسيلة في تلفيق تهم للضحيتين. تقدم الضحيتان عبد الحكيم النظيفي وعبد المالك المحلاوي الساكنان بدوار المناصير بروضة الصهريج إقليمقلعة السراغنة بشكاية لدى وكيل الملك لدى ابتدائية قلعة السراغنة يوضحان فيها تعرضهما لعملية نصب واحتيال من طرف «عبد الحي الفاسي الفهري»، ليتم إيقافه من طرف فرقة الدرك الملكي لمركز سيدي إدريس بإقليمقلعة السراغنة. تقاطرت الشكايات بعد اعتقال «عبد الحي الفاسي الفهري» ابن أخت الوزير الأول عباس الفاس وشقيق وزير الخارجية المزور، وكانت كل الشكايات تؤكد تعرض أصحابها للنصب والاحتيال وتسلم أموال مقابل الوساطة في كراء الأراضي المخزنية، أو توظيف أبناء وأقارب المشتكين في سلك الوظيفة العمومية مقابل مبالغ مالية محترمة، بينما تشبث المتهم بنفي المنسوب إليه، ليتم تقديمه في حالة اعتقال أمام محكمة قلعة السراغنة في ملف جنحي تلبسي عدد 281/2010، ليسدل الستار بدواوير قلعة السراغنة عن قصة منتحل صفة اسمه «عبد الحي الفاسي الفهري» كان يتمنى أن يفلته اسم العائلة من العقاب.