سحب محافظ لندن عرض إقامة مجانية في فندق دورتشستر الفخم للمديرين الفنيين في ال«فيفا» خلال انطلاق أولمبياد لندن 2012، في خطوة اعتبرها الكثير بمثابة انتقام إنكليزي من ال«فيفا» بعد منح روسيا شرف استضافة مونديال 2018 عوضا عن إنجلترا. و انتقم بوريس جونسون، محافظ لندن، من سيب بلاتر، رئيس ال«فيفا»، وأعضاء لجنته التنفيذية بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الخميس الماضي التصويت لصالح روسيا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018، وحصول إنجلترا على صوتين فقط من أصل 22 صوتاً، عندما ألغى ضيافة هؤلاء المسؤولين في فندق دورتشستر أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي ستنطلق في لندن صيف عام 2012. وكان المحافظ قد دعا بلاتر وفريقه إلى المكوث في أجنحة حصرية يقدر سعر الليلة الواحدة فيها بألف جنيه إسترليني في فندق من خمس نجوم لمدة أكثر من أسبوع خلال فترة إقامة الأولمبياد. لفتة جونسون كانت جزءاً من سعيه لتودد ال«فيفا» في الفترة التي سبقت التصويت لاستضافة نهائيات كأس العالم الخميس الماضي. ولكن المحافظ، المضيف للألعاب الأولمبية، سحب عرضه لإظهار غضبه من الطريقة التي تعامل بها ال«فيفا» مع ملف إنجلترا. وقالت مصادر مطلعة إن جونسون التقى ببلاتر في أكتوبر الماضي، وأن رئيس ال«فيفا» لم يخف قدرته على التأثير لمصلحة إنجلترا، وقال للمحافظ حينها: «ما هي فائدة القوة إذا لم تستطع أن تمارسها». ولكن في خطابه الأخير لمندوبي ال«فيفا» قبل التصويت الخميس الماضي يقال إنه أشار إلى «فساد الإعلام الإنجليزي وخبثه« الذي كشف فساد ال«فيفا». وذكرت تقارير أيضاً أن بلاتر نوه خلال محادثاته السابقة مع جونسون بالنساء اللواتي استعرضن أمامه خلال زياراته إلى بعض الدول المتنافسة، قائلاً: «لقد رأيت الكثير من الفتيات الجميلات في بلدان أخرى». إلا أن محاولة إنجلترا اعتمدت قليلاً على هذه الواجهة البراقة، وركزت أساساً على الملاعب العصرية في البلاد وخطوط النقل ذات الجودة العالية مقارنة بالدول المتنافسة الأخرى. يذكر أن محافظ لندن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون حاولا الضغط على اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي بعد همسهما في الفترة التي سبقت عملية التصويت على سجل روسيا بشأن الجريمة والعنصرية. ففي اجتماعه مع بلاتر قال جونسون بخبث: «ست دراجات هوائية فقط سرقت منذ بدء العمل بنظام استئجارها في لندن. لكن شخصاً واحداً سرق المئات منها في باريس عندما فعلوا الشيء نفسه. تخيل كم سيكون عدد الدراجات التي ستسرق في موسكو». أما كامرون فقد سلط، في مقابلة مع برنامج رياضي لهيئة الإذاعة البريطانية، الأضواء على سجل كرة القدم في روسيا، الذي اشتهر بالإهانات العنصرية من قبل المشجعين. وقال إن واحدة من النقاط المهمة التي اعتمدوا عليها وكانت لصالح إنجلترا هو أن هذا البلد مجتمع متعدد الثقافات ولا يمكن لأحد أن يقلق من مشاكل العنصرية في كرة القدم».