وفق معلومات دقيقة توصلت بها «المساء»، وضع المواطن (ع.ز.خ)، الذي يعمل مرمم أسنان، شكاية لدى الدائرة الأمنية الثالثة بآسفي يتهم فيها ثلاثة شبان بينهم ابن مسؤول قضائي بارز بمحكمة الاستئناف بآسفي بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة واعتراض سبيله بواسطة كلب أسود. وقال المشتكي في محضر الشرطة الحامل لعدد 631د3 إنه فوجئ بثلاثة شبان ليلة الثالث والعشرين من شهر أكتوبر المنصرم على الساعة الثانية والنصف صباحا أمام مدار محكمة الاستئناف، ومعهم كلب أسود، وبعد ما أوقفوه، حسب تصريحاته، جردوه من بذلته وسرقوا منه مبلغا ماليا وهاتفين نقالين ودفتر شيكات. وبعد أن باغتتهم دورية الأمن لاذ الثلاثة بالفرار، في حين تم اعتقال المشتكي ووضع تحت الحراسة لغاية البحث معه في هذه الوقائع وتقديمه بتهمة السكر والسياقة. وقد تأكد من محاضر الأمن أن المشتكي قدم فور وصول الدورية الأمنية شكواه بالسرقة والعنف، حيث واصلت عناصر الأمن البحث عن الشبان الثلاثة، الذين لم ينكشف أمرهم حتى الصباح بعد تقديم اثنين منهما لنفسيهما إلى مصلحة شرطة الديمومة، حيث أنجز لهما محضر وقدما في حالة اعتقال، في وقت أشار الشابان المتهمان في أقوالهما إلى أن الشاب الثالث الذي كان بمعيتهما هو المسمى (ي.ب) ويقطن في السكن الوظيفي الموجود بداخل مقر محكمة الاستئناف بآسفي، مما صعّب عملية إحضار المطلوب الثالث للاستماع إليه، و الذي تبين فيما بعد أنه ابن مسؤول قضائي بارز في محكمة الاستئناف بآسفي. إلى ذلك، أوضح مصدر مقرب من الحادث أنه كان من المفروض أن تحال هذه القضية، التي يتهم فيها المشتكي الشبان الثلاثة باعتراض سبيله بواسطة كلب وتعنيفه وسرقته وتكوين عصابة إجرامية، على الشرطة القضائية التي تتولى بحكم اختصاصها البحث والتحقيق في جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، لكن الملف بقي يراوح مكانه بالدائرة الأمنية الثالثة، التي استمعت إلى المشتكي مع المتهمين باستثناء ابن المسؤول القضائي. وقد أنكر الشابان، اللذان كانا برفقة ابن المسؤول القضائي الثالث المتورط في هذا الحادث، خلال الاستماع إليهما من قبل ضابط الدائرة الأمنية الثالثة، نيتهم في الاعتداء على المشتكي، وأنهم تقدموا إليه بدافع المساعدة بعد أن توقفت سيارته أمام مدار محكمة الاستئناف وهو في حالة سكر، وأنه فور قدوم دورية أمنية وسماعهم اتهام المشتكي لهم بالسرقة والاعتداء عليه لاذوا بالفرار خوفا من المتابعة، قبل أن يقررا صباح اليوم الموالي تقديم نفسيهما إلى مصلحة الديمومة ويكشفا عن هوية الشاب الثالث، الذي اتضح بعد التحريات الأولية أنه ابن مسؤول قضائي بارز ويقطن بالسكن الوظيفي داخل محكمة الاستئناف بآسفي، وهو المكان الذي احتمى به بعد أن لاذ برفقة صديقيه بالفرار لحظة حضور دورية الأمن لمعاينة الحادث. ولحد الآن لم يتم الاستماع إلى ابن المسؤول القضائي في محاضر الدائرة الأمنية الثالثة. و استنادا إلى معطيات ذات صلة، فقد جرت أطوار هذه القضية في تكتم تام لدى الدوائر الأمنية والقضائية بآسفي، كما أن جميع المحاضر التي أنجزت لحد الآن تسير كلها في اتجاه تحميل المشتكي مسؤوليته، إذ وقع التركيز على حالة السكر التي كان عليها، و تم استبعاد الاستماع إلى ابن المسؤول القضائي، الذي تشهد جميع أقوال مرافقيه والشهود في محاضر الشرطة أنه لاذ بالفرار لحظة مرور دورية للأمن من مكان الحادث، الذي وقع على الساعة الثانية والنصف صباحا أمام مدار محكمة الاستئناف بآسفي، و احتمى بسكن والده الوظيفي بداخل المحكمة للهروب من قبضة رجال الشرطة.