الطعنات التي تلقتها أم من ولدها، الذي كان تحت تأثير «القرقوبي»، ليلة الثلاثاء الماضي بحي ابن تاشفين بحي آزلي بمدنية مراكش، لن تكون مثل طعنة نكران الجميل والتنكر لمخاض تسعة أشهر تجرعت خلالها الأم الويل والمرارة حتى خرج إلى الوجود حيا يرزق. ففي ليلة الثلاثاء قام قاصر لم يتجاوز عمره 15 سنة بطعن والدته طعنات حادة في أنحاء متفرقة من جسمها جعلت قواها تخر، لكن الطعنة الأخيرة التي تلقتها في القلب جعلتها تلفظ آخر أنفاسها. لم يخطر ببال الأم، البالغة من العمر 34 سنة، و التي تعمل في صالون للحلاقة أن ابنها الوحيد الذي حباها الله به وملأ بيتها فرحا وكسر وحدتها، وعملت دائما على تلبية كل متطلباته، سيأتي يوما ليكافئها على تعبها بطريقة تعتبر قمة في عقوق الوالدين، ويملأ بيتها بالمعزين في وفاتها، إذ بمجرد أن رفضت تسليمه مبلغا ماليا طلبه منها من أجل شراء الحبوب المهلوسة (القرقوبي) المدمن على تعاطيها، مستغلا غياب الأب، الذي يعمل مقاولا في مجال البناء بمدينة الدارالبيضاء، عمد في غفلة من والدته إلى استلال مطوى داخل جيبه، ووجه إليها طعنات قاتلة أردتها قتيلة. وما هي إلا لحظات قليلة حتى زال الظلام الحالك عن عيني القاصر ذي السوابق في النشل، وأدرك أن ما أقدم عليه جريمة ليست كباقي الجرائم، وأن العقاب سيكون شديدا، فما كان منه إلا أن ترك أمه غارقة في دمها وفر هاربا إلى مكان مجهول بعيدا عن أنظار المصالح الأمنية، التي هرعت إلى مكان الحادث فور إبلاغها بالحدث. اعتقد الابن الجاني أن هربه إلى مكان مجهول، والتواري عن أنظار رجال الأمن، الذين انطلقوا في البحث عنه مباشرة، بعد توصل التحقيقات إلى ارتكابه هذه الجريمة البشعة، التي اهتزت لها المدينة الحمراء، سينقذه من الأصفاد، لكن عناصر من فرقة الدراجين، كانت له بالمرصاد، حيث لم تمر سوى حوالي 45 دقيقة عن هربه من مكان الجريمة، حتى ألقت القبض عليه بالمنطقة، التي تربط بين فندق «المامونية» ومستشفى «ابن زهر» (المامونية) بالمدينة الحمراء. وقد ضبطت بحوزة الهارب مبلغا ماليا قدره 1500 درهم، سلبه من والدته. وقد تمت إحالة الجاني القاصر، الذي سبق أن أودع بمصلحة الأحداث بعد إدانته بتهمة النشل، على مصلحة الشرطة القضائية من أجل تعميق البحث معه وتقديمه إلى المحكمة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأرجع جيران الضحية في حديث مع «المساء» سبب الجريمة إلى «الفشوش» الزائد، الذي كان يحظى به الجاني من قبل والدته. كما أكدوا أنه كان يتعاطى المخدرات، والأقراص المهلوسة بشكل كبير، والتي كانت بمثابة الخنجر الذي طعن أمه في قلبها.