«المهرجانات هي فرصة لترسيخ المواطنة وحب الوطن، وفرصة لكي يشعر المواطنون بانتمائهم إلى مدينتهم وإلى وطنهم»، كانت هذه كلمات نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، صرحت بها لبعض وسائل الإعلام التي تسابقت نحوها خلال حفل افتتاح مهرجان كازا موسيقى بعمالة ابن امسيك بالدارالبيضاء. نزهة الصقلي، ابنة مدينة الدارالبيضاء، كانت العضو الوحيد الحاضر من الحكومة، إلى جانب بعض الوجوه البيضاوية الرسمية مثل محمد ساجد، عمدة المدينة ومحمد القباج، والي المدينة، ومختار البقالي، العامل المكلف بالشؤون العامة في مدينة الدارالبيضاء. حضور الوزيرة نزهة الصقلي جاء ليحفظ ماء وجه منظمي مهرجان كازا موسيقى وليمثل بعض المساندة، ولو المعنوية، من الحكومة لمهرجان أكبر مدينة في المغرب، خاصة في ظل تغيب وزيرة الثقافة ثريا جبران، الوزيرة البيضاوية بنت درب السلطان، عن حفل افتتاح مهرجان مدينتها، في حين حضرت،مثلا، مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة في الصويرة، وتغيب وزير الاتصال خالد الناصري الذي حضر حفل افتتاح مهرجان موازين، مثلا، ومعه أيضا وزير المالية صلاح الدين مزوار وآخرون كثيرون من مسؤولي الدولة الذين حضروا مهرجان الماجدي في الرباط ولو بزي غير رسمي. الافتتاح، الذي اختار له المنظمون أن يتم هذه السنة في عمالة تعتبر من العمالات الشعبية بالعاصمة الاقتصادية والتي تعرف كثافة سكانية كبيرة، ألا وهي عمالة ابن امسيك، تميز بعرض كبير لإطلاق الشهب الاصطناعية، وهو العرض الذي تفاعل معه جمهور ابن امسيك وسيدي عثمان والنواحي، وصفقوا له طويلا، إذ لأول مرة تعرف هذه المنطقة من الدارالبيضاء معنى الشهب الاصطناعية بعد أن اعتاد المشرفون أن ينظموا هذا العرض في شاطئ سيدي عبد الرحمان. من جهة أخرى، ورغم غياب نجوم حقيقيين عن سهرات اليوم الأول من مهرجان كازا موسيقى فإن البيضاويين عبروا عن «الانتماء» إلى مدينتهم، ذلك الانتماء الذي تحدثت عنه الوزيرة نزهة الصقلي، وقالوا إن ما ينجح المهرجان هو حضور الجمهور فحضروا بكثرة إلى خشبة العنق حيث المجموعة الأمريكية «أورث ويند أند فاير» وإلى خشبة الراشيدي حيث غنت مجموعة بروكلاين فانك ومجموعة شون كوتي. أما في خشبة البرنوصي، فقد ذكر المنظمون أن 75 ألف شخص جاؤوا لمتابعة رابح الماريواري وتفاعلوا مع أنغامه الشعبية الممزوجة بألحان الراي، وإلى جانبه رشيدة طلال وسعيد أزغمور. وكانت أقوى لحظات الليلة الأولى من ليالي المهرجان الأربع في الدارالبيضاء هي حفل الشابة مارية، بنت الدارالبيضاء المعروفة في أوربا كفنانة راي، حيث تجاوب معها جمهور منصة ابن امسيك كثيرا وهي تقول لهم «نايضة؟ إذ ظلوا يردون عليها «نايضة». واحتضنت نفس المنصة حفل الشاب ريان، ابن مدينة طنجة القادم من بلجيكا، والذي ذكر الجمهور بعذوبة صوت الراحل الشاب حسني، فغنوا معه وغنى معهم لما يزيد على الساعة. الاحتضان ذاته لقيه مغني الراي الجزائري الذي لا يتجاوز عمره 23 سنة، الشاب نجيم، على المنصة ذاتها. وستستمر فعاليات مهرجان كازا موسيقى لثلاثة أيام أخرى ليختتم يوم الأحد بحفل المغنية اللبنانية ميريام فارس، لكن بعد أن يكون الجمهور الكازاوي قد استمتع بلقاء حياة الإدريسي والشابة الداودية والداودي وحجيب وأش كاين وستايل سوس و ولد الشعب وزاز باند وكانكا فايبس، هذا بالإضافة إلى فنانين مغاربة آخرين مثل سعيد مسكير وسعيد باي وستيف راكامان ومحمد جبارة و ماجد بقاس، عبر ثماني خشبات خاصة بالموسيقى وأربع خشبات خاصة بالبريك دانس. وحسب المنظمين، فإن كازا سينما يتضمن أكثر من ستين حفلا موسيقيا بمشاركة أزيد من 400 فنان ويعرف تنظيم مسابقة للشباب في البريك دانس، تنظم في أحياء الإدريسية وسباتة والحي الحسني وعين السبع. ما يميز مهرجان كازا موسيقى هذه السنة هو إضافة ثلاث خشبات أخرى بالمدن الصغيرة المحيطة بالدارالبيضاء، حيث ستنصب خشبة بنعبيد في النواصر وخشبة تيط مليل بإقليم مديونة وخشبة واحدة بالمحمدية.