قرر والي جهة فاس بولمان وعامل عمالة فاس، محمد غرابي، «تفعيل» لجنة بروتوكول تضم عددا من أعضاء ديوانه وبعض موظفي الولاية وأطرا من قسم الشؤون الداخلية في الولاية، بعد «الهزة» التي أحدثها نشر «المساء» صورا ظهر فيها الوالي محمد غرابي مع العمدة شباط في لقطة «بروتوكولية» مختلة في إحدى المناسبات الوطنية. وأصدر الوالي غرابي تعليمات إلى هذه اللجنة لمنع اقتراب المصورين الصحافيين من «موكبه» أثناء خرجاته ل«ترأس» أنشطة رسمية، تجنبا لالتقاط صور إضافية من شأنها أن تزيد في التأثير على المظهر الرسمي للوالي غرابي والذي ظهر في الصورة التي سبق ل«المساء» أن نشرتها في الجهة اليسرى للعمدة شباط والذي بدا حسب الصورة التي نشرت كذلك في الموقع الرسمي للعمدة، قبل أن تتم مراجعته بعد ذلك أنه «الرئيس الفعلي» و«الرجل الأول» في بروتوكول الاحتفال الذي التُقطت فيه الصورة. ودشنت لجنة برتوكول الوالي غرابي عملها يوم الخميس الماضي، وهو اليوم الذي غادر فيه الوالي مكتبه في مقر الولاية متوجها نحو ضريح مولاي ادريس في المدينة العتيقة، لمشاركة الشرفاء الأدارسة احتفالاتهم بموسمهم السنوي. ومنعت اللجنة، التي ترأسها مدير ديوانه، محمد فاضل، عددا من المصورين من التقاط صور داخل الضريح، دون الحصول على ما أسمته اللجنة «التصريح المسبق» من لدُن مصالح الولاية. وحرصت اللجنة على اتخاذ إجراءات مشدَّدة لاحترام برتوكول الخرجات الرسمية للوالي غرابي، باتفاق مُسبَق مع مسؤولي الضريح. وقامت اللجنة بمسح متكرر للمسار الذي رسم ل«موكب» الوالي في أزقة فاس العتيقة، قبل أن يصل إلى الضريح الذي شهد احتفالا دينيا لمسؤوليه ومريديه من مختلف مناطق المغرب استمر ثلاثة أيام. كما أحيط المصورون والصحافيون ب«مراقبة» شبه لصيقة من قِبَل «المقدمين والشيوخ» لمنعهم من التقاط صور الوالي، باستثناء بعض المصورين المعروفين بعملهم لفائدة ولاية الجهة. ومن المرتقَب أن يشهد ضريح مولاي ادريس، الذي يُقدَّم على أنه مؤسس للدولة المغربية ولدولة الأدارسة في المغرب، عمليات إصلاح وترميم لقُبَّته التي تشير عدد من التقارير إلى أنها مهدَّدة بالانهيار. ومن شأن هذه الإصلاحات أن تدفع مسؤولي الضريح إلى اتخاذ قرار مؤقت يقضي بإغلاقه إلى حين انتهاء الأشغال. وقد زادت وضعية بناية هذا الضريح من فرض الرقابة على المصورين والصحافيين الذين حضروا جانبا من هذه الاحتفالات، مخافة أن يتم التقاط صور لأجزاء منها مهدَّدة بالانهيار، بسبب التقادم. وشهدت ساحة «بوجلود» في فاس العتيقة احتفالات تقليدية، لإسدال الستار عن الموسم السنوي للضريح، انتهت بتنظيم موكب «الكسوة»، التي تسدل على قبر مولاي ادريس، مؤسس العاصمة الروحية للمملكة. ورافقت الموكبَ الذي حضره، إلى جانب الوالي غرابي، ابراهيم فرج، الحاجب الملكي، ومحمد المنياري من وزارة التشريفات الملكية والأوسمة، أناشيدُ وعروضٌ موسيقية لعدد من الطوائف، مثل عيساوة وحمادشة وكناوة. ويُقدَّم مولاي ادريس الأزهر على أنه رجل دولة كبير عُرِف بعلمه وتقواه وإلمامه بالعلوم الدينية. وقد خَلَف أباه في سن ال11 وحكم لمدة 25 سنة وأسس في فترة حكمه مدينة فاس في 808 م/192 ه.