اختتمت، مساء أول أمس، فعاليات مهرجان القنيطرة الثالث، على إيقاع الاحتجاجات والتنديد بمحدودية الفرق الموسيقية المشاركة فيه، والتي ينحدر نصفها من دول إفريقية، كالسينغال وبوركينفاصو، قدمت عروضها بالمنصة الكبرى بشارع الحسن الثاني، وسط موجة غضب وسخط عارمين. ووصل الغضب من فقرات المهرجان ببعضهم إلى حد قيادة حملة شعواء على هذا النشاط عبر منتديات «الفيس بوك»، اتخذوا لها شعار «حنا مناشطينش معاكوم»، ودعوا إلى مقاطعته، احتجاجا على تهميشه للفرق والمواهب المحلية، وإهماله لتراث المنطقة، وسيادة الطابع النخبوي على برنامج المهرجان، الذي هو، في نظرهم، أبعد من أن يكون نشاطا جماهيريا يلبي احتياجات الجمهور القنيطري، ويناسب ذوقه الفني، وخصوصية البيئة التي يعيش فيها. ومن المنتظر أن ينقل المعارضون لهذا المهرجان حربهم الإلكترونية إلى الشارع، حيث يجري في الكواليس إعداد مسودة عريضة استنكارية، سيتم توزيعها على العديد من فعاليات المجتمع المدني، قصد التوقيع عليها، ورفعها إلى الدوائر المسؤولة، تنديدا بالتهميش والإقصاء الذي تعاملت به إدارة المهرجان مع باقي الفاعلين في هذه المدينة. الموقف نفسه، سبق للمستشارين الجماعيين أن أعربوا عنه في معرض تدخلاتهم، خلال الجلسة الأولى لدورة يوليوز الأخيرة، حيث أبدوا تذمرهم من مضامين هذا النشاط الفني، وحكموا عليه بالفشل المسبق، طالما أنه لم يراع تراث المدينة، ولم يقِم أدنى اهتمام أو اعتبار لفنانيها، موجهين لوما شديدا إلى المكتب المسير للمجلس الجماعي للقنيطرة لتقديمه 40 مليون سنتيم من المال العام كدعم للجهة المنظمة لهذا المهرجان، دون أن أن يدلي برأيه في الموضوع، حفاظا على مصالح الساكنة، ومراعاة لرغباتها، واحتراما لموروثها الثقافي.