قد لا يعد فقر الدم مرضا في حد ذاته، لكنه عرض للعديد من الأمراض، وهناك عشرات الأنواع من فقر الدم، ليس المجال هنا للتطرق لها. سنركز في حديثنا على فقر الدم الناتج عن سوء التغذية، الذي يؤدي إلى نقص في الحديد بالخصوص كونه من بين الأعراض الأكثر انتشارا في المغرب، وتعد فئة الإناث مقارنة بالرجال الأكثر عرضة له، نتيجة لفقدان كميات من الدم خلال الدورة الشهرية . ففقر الدم هو أحد أعراض سوء التغذية المنتشرة وهو من المشاكل الصحية الرئيسة التي لها أثر سلبي على صحة الفرد والمجتمع، لذلك فوزارة الصحة تعطي اهتماما كبيرا لمحاربتها، كما أن على الإنسان الوعي بخطورتها على صحته لتدارك المشكل، الذي يكون ناتجا أساسا عن سوء التغذية ويؤدي إلى اعتلال في الجسم نتيجة نقص العناصر الغذائية الأساسية، أهمها الحديد. فقر الدم عبارة عن تلف أو نقص في كريات الدم الحمراء التي تحتوي على الهيموجلوبين، الذي يعتبر الناقل المهم للأكسجين لكافة أنحاء الجسم، بسبب نقص مواد غذائية أساسية لتكوينه أو نتيجة لاضطرابات في امتصاص هذه المواد أو بسبب تكسر هذه الكريات. فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو فقر دم مزمن يتميز بكريات حمراء صغيرة شاحبة اللون تتفاوت أعراضه حسب حدته، كالتهاب باللسان وتشقق زوايا الفم وتشقق بالأظافر وظهور خطوط طويلة بها. قد يشكو المريض من ضخامة طحاله والإعياء والتعب وتساقط الشعر وقد يلاحظ عند الأطفال ظاهرة أكل التراب.