- ماهي دواعي الزيارة للمغرب؟ < زيارتي للمغرب كانت بدعوة من إخواني اللاعبين الدوليين المغاربة القدامى بالخصوص، وذلك في إطار ربط أواصر الصداقة بين الإخوة في المغرب والجزائر، وللمشاركة في مباراة تكريم لاعب سابق للرجاء وهو مصطفى بهليوي، الذي كان طبيب النادي حين كنت أنتمي إليه في بداية التسعينات، أنا سعيد بتواجدي في الدارالبيضاء التي تذكرني بأشياء كثيرة، وسعيد أيضا لوجود مبادرات فردية نلتقي من خلالها ونجدد التعارف بيننا. - وجودك في المغرب إلى جانب لاعبين دوليين عرب كان فرصة للحديث عن إنشاء رابطة للاعبين القدامى العرب؟ < لقد وجه المنظمون الدعوة للاعبين دوليين سابقين، تركوا بصماتهم في بلدانهم ولا يمكن أن يتقاعدوا ويحالوا على الفراغ، نحن بصدد إعداد مشروع رابطة تضم الإخوان العرب، وأشكر اللاعب الدولي السابق عزيز بودربالة والنجم صلاح الدين بصير وكل الإخوان الذين يسعون لترتيب الفكرة، خاصة وأن أشقاءنا وزملاءنا في ليبيا وتونس ومصر وموريطانيا قد رحبوا بالفكرة، وعبروا عن استعدادهم لدعمها بكل الوسائل، في أوربا اللاعب القديم لا يتقاعد أبدا بل يظل مرتبطا بالكرة سواء كمدرب، أو مسؤول في النادي أو العصب أو الجامعات، بل إن الكثير من القنوات التلفزية استقطبت اللاعبين السابقين من أجل تحليل المباريات. - انخرطت في مجال التدريب لكن نشاطك ظل محصورا في وهران والنواحي؟ < أعمل حاليا كمدرب بعد أن شاركت في مجموعة من الدورات التكوينية، في الموسم الذي ودعناه دربت مولودية وهران تقريبا نصف الموسم، وتخليت لأسباب يضيق المجال لسردها، لأنها ترتبط بجزئيات صغيرة جدا، ثم إنني دربت فريقا في القسم الرابع وهو فريق صغير في بلدة تبعد عن وهران بحوالي40 كيلومترا، خضت التحدي واستطعت أن أقود الفريق إلى القسم الثاني هو إنجاز غير مسبوق، المدرب الناجح هو الذي تظهر ثمار عمله مع الفرق الصغرى. - فريقك مولودية وهران عاش مشاكل كبيرة عصفت به إلى الهاوية؟ < الفريق في تراجع منذ أربع أو خمس سنوات، والمشكل لا يكمن في لاعبين أو شيء من هذا القبيل لأن الطاقات والمواهب موجودة، لكن التدبير العام للشأن الرياضي هو سبب المعضلة، فريق مولودية وهران كان على أن يتوج بطلا لإفريقيا سنة 1989 حين خسر أمام الرجاء بضربات الجزاء، لكن منذ عقدين من الزمن والمولودية في تراجع. - لا زلت تذكر تلك المباراة النهائية التي خسرتها المولودية أمام الرجاء؟ < نعم لقد ضاع منا اللقب في الدارالبيضاء، حين انهزمنا بهدف لصفر لم يدخل مرمانا أبدا، حيث اصطدمت الكرة بالعارضة ونزلت خارج خط المرمى، وإلى اليوم كلما التقيت بحكم تلك المباراة إلا وذكرته بتلك الواقعة. - لكن المولودية عجز في وهران على تدارك الأمر أليس كذلك؟ < نعم تعادلنا وانهزمنا بضربات الترجيح، لكننا لعبنا في ملعب آخر غير ملعبنا الرئيسي، ويصعب على فريق تأهل للنهاية أن يدبر أمره في ملعب آخر، عموما الرجاء كان أفضل في وهران، وأذكر أن اللاعب عبد الرحيم الحمراوي كاد في مناسبتين أن يسجل هدفين قاتلين في مرمانا، صدقني في تلك السنة كنا نتوفر على فريق كبير ومنذ تلك السنة ونحن في تراجع رهيب، لو لعبنا في ملعبنا الرئيسي لفزنا بسهولة بثلاثة أهداف أو أربعة كما فعلنا ضد الترجي بكامل نجومه. - الكرة الجزائرية تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى المنتخبات ما السبب في رأيك؟ < المشكل الذي رمى بالمنتخبات الجزائرية إلى المراتب الأخيرة هو إسناد الأمور لغير أهلها، لأن المنطق يقول بأن تدبير الكرة يجب أن يتم من طرف «الكوايرية»، الآن الفريق الوطني ليس كما كان زمان، ولم يعد الشعب يثق في لاعبيه ومسؤولي الاتحادية، والحل طبعا هو إسناد الأمور لأهلها، وإعادة بناء الكرة على أسس سليمة بإنشاء مراكز للتكوين، على غرار التجارب الأوربية لأن الطاقات الخام موجودة. - هل تتابع مشوار الرجاء؟ < الرجاء فريق كبير وحين حملت قميصه كان في طور البناء، لقد لعبت إلى جانب لاعبين ناشئين كالنجاري ومستودع وبصير، وأصبحوا نجوما في ما بعد، لقد حملت قميص الرجاء من أجل تأطير الشباب في فترة التشبيب التي قادها المدرب إيغيل، وبعد سنوات وبفضل الاندماج مع جمعية الحليب أصبح الرجاء قوة كروية عملاقة في المغرب. - هل التقيت ببعض رفاق الأمس؟ < التقيت بالنجاري عمر وهو لاعب موهوب جدا، وصلاح الدين بصير وبهليوي الذي كان طبيب النادي والتيجاني وعدد من اللاعبين الرجاويين الذين صنعوا تاريخ هذا الفريق الذي يملك شعبية جارفة. - هذه المرة الأولى التي تزور فيها المغرب بعد نهاية ارتباطك بالرجاء؟ < لا أبدا زرت الدارالبيضاء سنة 2000، رفقة عائلتي وأنا سعيد بالتواجد في هذه المدينة التي لي فيها ذكريات رائعة، خلال فترة حملي لقميص الرجاء.